شكل تكريم الناقد الفني والباحث السينمائي والمسرحي الدكتور حميد اتباتو في حفل افتتاح الدورة الثامنة لمهرجان سينما الشعوب بإيموزار كندر مفاجأة سارة لمتتبعي هذا العرس السينمائي السنوي . فالمكرم لم يكن على علم ببرمجة هذا التكريم لأن المنظمين فضلوا مفاجأته ومفاجأة أصدقائه الحاضرين . وهكذا طلب منشط الحفل الإفتتاحي الناقد والمخرج السينمائي عبد الإله الجوهري ، صاحب برنامج " كاميرا الأولى " بقناتنا التلفزيونية الأولى ، من أصدقاء المكرم أن يصعدوا إلى المنصة لإلقاء شهادات في حقه . وكم كانت عفوية وصادقة شهادات أحمد سيجلماسي وأحمد عموري والحسين أتمني التي أجمعت على أن الأستاذ حميد اتباتو هو أهل لأكثر من تكريم . ألا يمثل الصديق حميد نموذجا للباحثين الأكاديميين الجادين المتنوعي العطاء ات والغزيري الإنتاج ؟ أليس نموذجا للمثقفين الشرفاء المرتبطين بهموم البسطاء والمهمشين والمنسيين ؟ أليس نموذجا للمناضلين الجمعويين الذين يعملون بتفان ونكران ذات من أجل نشر الثقافة السينمائية في مختلف ربوع المملكة وخصوصا في المدن الصغيرة والمناطق المنسية عبر تأسيس أو المساهمة في تأسيس جمعيات ونوادي وملتقيات ومهرجانات سينمائية وغيرها ؟ أليس هو صاحب فكرة توثيق أشغال الندوات وإصدارها في كتب لإغناء المكتبة السينمائية المغربية والعربية الفقيرة في هذا المجال كما تشهد على ذلك تجربته المتميزة مع مهرجان سينما الشعوب بإيموزار كندر ومع المهرجان السينمائي الجامعي بالرشيدية ؟ إن حضور الناقد والباحث والصحافي والجمعوي والمربي حميد اتباتو في ساحتنا الثقافية والفنية لا يمكن إلا أن نفتخر به لأنه حضور كمي ونوعي في آن واحد سواء على مستوى الأسماء الإبداعية التي حاورها في الصحافة المكتوبة ( جرائد : الأحداث المغربية و المساء وأخبار اليوم ) والمرئية ( إذاعة فاس الجهوية ) أوعلى مستوى التجارب الفنية التي ناقشها وحللها في مداخلاته وأبحاثه الجامعية وكتبه ومقالاته المختلفة . زد على ذلك العلاقات الإنسانية رفيعة المستوى التي تربطه بمختلف الفاعلين في حقول الثقافة والإبداع الفني . ومن جميل الصدف تسلم المثقف الرقيق حميد اتباتو لهدية التكريم الرمزية من مبدعين متميزين المخرج داوود أولاد السيد والممثل كمال الكاظمي تحت تصفيقات الجمهور الذي غصت به قاعة المركب الثقافي . تجدر الإشارة في الأخير إلى أن حفل الإفتتاح تميز أيضا بكلمات مدير المهرجان مصطفى أخرزوز وممثلي مدينة ماكسيفيل الفرنسية والفنانين أولاد السيد وكمال الكاظمي تخللتها لوحات غنائية راقصة لطفلات من جمعية المواهب وفرقة أحيدوس ، وختم الحفل بعرض الفيلمين المغربيين القصير " كليك ودكليك " لعبد الإله الجوهري والطويل "ل الجامع " لداوود أولاد السيد .