أعود إلى البيت والقلب يعرج كنا نقاوم أمواج الفراق لقاء اليوم كان هائجا وصوت الصبي يطاردني: إنه اللقاء الأخير اقترضت من القصائد قناعا ومن الأغنيات عطرا لهذا القلب المشرد ما أفقر الشعر وما أخجل عبارات العشق أمام ما يدور في هذا الوطن الصغير من اضطرابات نفسية وانقلابات عاطفية وهذا الحاكم الوضيع الذي يتآمر على شعبه فيلجأ إلى الخمر والهذيان وصوت الصبي يلاحقني: وكلامها لم يكن أكثر من كلام حضرت لها القهوة التي تحب ذوبت فيها كل قطع المحبة والود افترشت المنزل وجعلته باللون التي تحب وقطعت وعدا أمام هذا الكرسي وهذه الطاولة التي لا تتسع لأكثر من شخصين بأن كل العشق وكل الود وكل الوقت أقدمها لها ضريبة كي أحيا وأموت تحت سماء حضنها، متى عادت وصوت الصبي يهمس في أذني للمرة الأخير: لن تعود.