سأقبض الريح من مشارف الروح، وأنتشلك من هذا الضباب. من شمس الظلام، ومن مسارح الكلام وزعتك بين حزن الوطن، ومقاسات الشجن وتركتك عاريا كالأسرار. ليس لي من أساطير الغياب، غير وهج النهر. أنتفض لعشق مدارات بعيدة. كنت ألم فيها أرصفتي، من شذى العواصف. عشقي للمكان ولرائحة الحياة، ينثرني ببريق آت من هناك بهسيس النوافذ الصامتة، وبشبق البكاء على الأرصفة. يا لك من ظل يملأ غبش الكأس بغيمة المنتهى! من نحيب الضفاف، نحيا بشهوة شاحبة، لاتعرف المطر.. و لا الصقيع. و لا انطفاء الماء بالماء بالأمس كان الشتاء شتاء يحبل بهمس الحنين، يسكن أحلام النوافذ، ووشم البحر وغفوة النهار. سقطت مني ريح مدللة ، امتدت من وخز الجسد، حتى طلوع الكائنات. ترشق جبين المدى، بحياء الصدى وقلب يطاردني بالوصايا. أينك لتفك مضجع حلمي؟ أيها المغترب في شوارع الضياع، أيها البعيد في قلق الذاكرة؟ أيها المضمخ باحتراق المعنى، ها أنا أتذكر: «حين كنا نختلس من الليل لهاثا، وتيه السراب، وبعض مني يشربني عطشا، زمنا؛ حين كنا تباعا، نركض تحت الصوت. ،نقطف من الصحراء سرابها ، نقتفي وقار الليل. بخطوات ضريرة كي ننقذ هذا الجسد من الخراب. حين كنا نمتص هشاشة الحيرة فأفيض فيك كأنني صمت، يكسر عيون الريح، وأرتوي بالخيال، يتقمصني بصلابة الظل، وتنحني علي تنهيدة مطر، تضمني بعبقها، لكل الفصول واللحظات.،والتاريخ. وما تبقى من عمرها.» أتدرك أن ما يجمعنا هو فجيعة السؤال/ ،هي شظايا موت شاحب، يوزعنا بين هجير الصمت، وغسق الأقحوان. بوسطن