مرة اخرى,امام هذا الامتداد اتواجد مع وحدتي.احسست بضيق شديد,باختناق, لم اعد اقوى على الجلوس وحدي بالبيت.خرجت بسرعة,التقط انفاسي واركض باتجاه مكان موعدي اليومي. هنا المكان ملكي,رائحة الماء الراكض,احتجاب الشمس في هذا اليوم الربيعي وسراديب البط تتجمع حولي...آسفة لم احضر الخبز اليابس معي,فكرت فقط في اخذ البعض من انفاسي احتاج لزبد البحر,لامواجه لرائحة الملح,لم يعد يكفيني البعض منك يا وطني,اريدك كاملا بهدوئك وغضبك,اريدك حضني خوفي وترانيم الذاكرة على صفحة غير بعيدة عني,انعكست خيوط الشمس, جاءتني مفاجاة وكانها تشرق لي وحدي,اراها تتراقص غير بعيدة عن قدمي الحافية, ابتسمت لها وهمست انني هنا على الموعد وفية. بدات تتدافع الامواج نحوي اكثر فاكثر وانا بين احضانك يا وطني فانية... هل يعنيك موتي على زبدك؟هل عددت كم من مهاجر فقدك؟ لا تاتيني جثة هامدة,لا اريدك مواطنا مرميا بدون روح فوق صخري, ارفضك هكذا...اكرهك هكذا...انت الحياة,حياتي,كل الاوراق التي كتبناها معا,انت الحياة,وانا ارفض ان اغطي جسدك الميت هنا فوق الزبد, لن القي قصيدة رثاءك ولن اتقبل عزاءك فالوطن قصيدة عشق ما زلت احفظها رغم جفاءك....