في إطار تظاهرة «أندلسيات» التي يكرّسها المركز المتنقل للفنون "موسم" للاحتفاء بالتراث العربي الأندلسي، إحتضن قصر الفنون الجميلة في بروكسيل أمس الثلاثاء أمسية شعرية وموسيقية بمناسبة عيد الحب. واستضافت الأمسية "الأندلس العاشقة" من خلال بعض رموزها كالأميرة الشاعرة ولادة بنت المستكفي والوزير الشاعر ابن زيدون. واستعاد الفنان المغربي العربي السرغيني ومجموعته، برفقة الموسيقي الإسباني إدواردو بانياغوا، تراث ولادة وابن زيدون الشعري في عرض موسيقي توهّجت فيه إحدى أشهر قصص العشق الأندلسية. وعدت ولادة أيضاً في هذه الأمسية من خلال الشاعرة السورية مرام المصري التي قرأت قصائد من ديوانها الجديد «عودة ولادة». فيما قرأ الشاعر المغربي محمد بنيس قصائد من ديوانه الشهير «كتاب الحبّ»، وهو تقاطعات شعرية في ضيافة «طوق الحمامة» لابن حزم الأندلسي. واندرجت هذه الأمسية، التي نسقها الشاعر المغربي طه عدنان، في إطار الاحتفالات الشعبية بعيد العشاق والمحبّين. إنها اقتراح فني فريد على عشاق بلجيكا لقضاء أمسية عيد الحب في ضيافة عربية أندلسية. وتجدر الإشارة إلى أن الأمسية تنتقل من بروكسيل إلى أنتويرب/أنفيرس في اليوم 15 فبراير لتقريب العشق من مواطني المنطقة الفلمندية (شمال بلجيكا). وترمي هذه النشاطات إلى مواجهة الأحكام النمطية الجاهزة لدى الجمهور الغربي عن الثقافة العربية. هذه الثقافة التي طالما نبضت عشقًا منذ زمن المعلقات. إنها استجارةٌ بصفاء المشاعر وعذوبة الكلمات من جهامة الصور النمطية للعربي المتشدّد التي تروّجها وسائل الإعلام الغربية.