تشهد بروكسيل انعقاد الدورة الرابعة للصالون الأدبي العربي أيام 23 و24 و25 أكتوبر الجاري. وتحتفي هذه الدورة بالشاعرة الأندلسية ولاّدة ابنة الخليفة المستكفي بالله الأموي. الأميرة الشاعرة التي اشتهرت بمجلسها الأدبي في قرطبة خلال القرن الحادي عشر الميلادي، حيث كانت تجمع أهل الشعر والفن بالوجهاء ممن لهم اتصال بذوي الأدب. وكان الشعراء يخوضون في مجلسها غمار منافسات شعرية غالبا ما تقود إلى فرز غث الشعر من سمينه، وفق معايير النقد في تلك المرحلة. وقد اشتهرت شاعرة قرطبة بكونها ملهمة ابن زيدون، الشاعر الأندلسي الذي ارتبط اسمها باسمه في واحدة من أشهر قصص الحب والمعاناة والهجر في الأدب العربي. ومثلما كان مجلس ولادة تمرة لانفتاح المجتمع الأندلسي الذي عُرف بالتسامح الديني والتواصل الحضاري، فإن صالون بروكسل يروم، من خلال استعادته اليوم لذكرى ولاّدة، تأكيد انحيازه إلى هذا النموذج المشرق على مستوى التفاعل الثقافي واستعادة أجوائه الحُرّة الخلاّقة. ويشارك خلال هذه الدورة من الصالون لفيف من الأدباء العرب، نذكر من بينهم الشاعرة السورية مرام المصري والعراقية المقيمة في الدانمارك دنى غالي والمغربية سهام بوهلال والفرنسية من أصل جزائري حواء جبالي والسورية المقيمة بستوكهولم منهل السرّاج والعراقي المقيم بمدريد عبد الهادي سعدون، ومن فرنسا الشاعران المغربيان محمد ميلود غرافي وجمال بودومة، ومن بلجيكا الشاعر الجزائري جمال بنمراد والروائي المغربي علال بورقية. كما يشارك من إسبانيا كل من الشاعرة شانتال مايار والشاعران أدولفو باربيرا وأنطونيو لوبيز بينيا، ومن بلجيكا الشاعرة الفلمندية لوسيان ستاسار والشاعران بارت فونك ودانيال سيمون وتوم نيس من اللوكسمبورغ، بالإضافة إلى الشاعر الفرنسي من أصل كاميروني ياماي كان والتركية قدر سيفينك. كما يشهد الصالون تنظيم معرض للفن التشكيلي تشارك فيه الجزائرية سامية سماحي والتونسي محمد التريكي. بالإضافة إلى عرض مسرحي لنبيل غاشم تحت عنوان «زعتر ونعناع وزيت زيتون». المسرحي التونسي المقيم بأمريكا يحاور دراميا في هذا العرض قصائد لشعراء عرب اختارت لها المنفى مداراً وموضوعاً. فيما يُحيي وسام أيوب العزاوي، العازف العراقي على آلة السنطور وعزوز الحوري العازف المغربي على آلة العود، سهر،ات موسيقية يرافقهما خلالها عزيز المكيشري في مواويل وموشحات من شعر ابن زيدون. وذكر منظمو الدورة الرابعة للصالون الأدبي العربي ببروكسيل الذي سينعقد ما بين 23 و25 أكتوبر الجاري، أن المغرب سيكون حاضرا بقوة إلى جانب بلدان أخرى من بينها العراق وسوريا والجزائر وتونس وفرنساوإسبانياوبلجيكا ولوكسومبورغ وتركيا. وتتوخى هذه التظاهرة الثقافية، التي تنعقد هذه السنة تحت شعار «إلى جانب ولادة»، أن تتحول إلى فضاء للتعبير والتبادل بين الكتاب والشعراء العرب والأوربيين حول شخصية ولادة التي تمثل النموذج النسائي للكتابة الشعرية وتسكن، منذ زمن بعيد، الثقافة العربية. ويعتبر الشاعر المغربي ومدير الصالون طه عدنان أن هذه الدورة جاءت لتدعم الحضور المغربي على الساحة الثقافية العربية والدولية وتمثل تكريسا لغنى بروكسيل العاصمة متعددة الثقافات. وأضاف أن كلا من سهام بوهلال ومحمد ميلود غرافي وجمال بودومة وعلال بورقية، من ضمن آخرين من أدباء المغرب، سينشطون النقاش إلى جانب نظرائهم العرب والأوربيين.ويكرم الصالون، الذي ينظم بمبادرة من المركز الثقافي العربي بتعاون مع البيت الدولي للشعر، ابنة آخر الخلفاء الأمويين في مملكة قرطبة، منطلقا من العنصر النسائي الذي نجح في إسماع صوته.وفضلا عن كونها أميرة، فإن ولادة بنت المستكفي كانت، وستظل، تعبيرا عن الشعر النسائي الأندلسي. كما أنها تمثل رمزا واضحا لأندلس ممتزجة الأعراق لكون والدتها يونانية. وسيتضمن برنامج الدورة قراءات شعرية بالعربية والفرنسية والإنجليزية ومعرضا للفنون التشكيلية وسهرات موسيقية ومسرحية، فضلا عن لقاءات لمناقشة أعمال الأميرة الشاعرة ولادة. وتجدر الإشارة إلى أن الصالون من تنظيم المركز الثقافي العربي ببروكسل، بشراكة مع البيت العالمي للشعر آرثر هولو.