أسدل الستار عن فعاليات الموسم السنوي لمدينة قصبة تادلة الذي يحتفل به في كل سنة مباشرة بعدذكرى عيد المولد النبوي الشريف ،ونظرا للأهمية التي تكتسيها المناسبة بالنسبة لساكنة المنطقة والنواحي ، ولما تخلقه من رواج ثقافي، فني،رياضي،ديني تجاري...الخ على اعتبار أنها تعد من بين أقدم المواسم وطنيا المرتكزة انشطتها الموازية أساسا ، على عروض فروسية، يعج محركها (بالعامية ) طيلة أيام الموسم بحشود هامة من الفرسان والمتتبعين من الجماهير، التي تصحب طلقات سربتها زغاريد النساء وتمني أو حسرة الرجال فرغم تاريخه العريق، و برامجه الغنية ، يبقى حبيس تنظيم ودعم ميزانية المجلس البلدي للمدينة المتواضعة ،التي لم تتعد عشر ملايين ، فلا شركاء ولا محتضنين ولا جهات خارجية داعمة ، تحدت به المحلية نحو إشعاع وطني أو دولي رغم ما تحمله فقراته من دلالات رمزية و مرجعيات تاريخية عريقة وأنشطة مختلفة موازية تجعل منه مشتلا خصبا وحقيقيا لأبحاث جامعية معمقة حول تاريخ المنطقة وعاداتها وتقاليدها أو تترجمه إلى أعمال فنية أو سينمائية...الخ. كبرى نسخه هذه السنة التي نظمت على امتداد أربعة أيام من الخميس9/2/2012 إلى زوال يوم الأحد ، من قبل المجلس البلدي للمدينة والتي اتخذت لها "من أجل مجتمع مستقر ومتضامن" كشعار ، لم تخل من استتناءات، بحيث أجلت السهرة الفنية لليلة يوم السبت،كما تأجلت الندوة الفكرية الوحيدة ضمن البرنامج والتي كانت مخصصة للجهوية الموسعة، في حين عمت حملة إعذار ما يقارب100 طفل معوز بالمستشفى الرئيسي مولاي إسماعيل،،كما أفضت المقابلة التي جمعت شباب قصبة تادلة وقدماء الجيش الملكي إلى تكريم قيدومي الكرة التادلية بدءا بالإطار التقني الذي ساهم في صعود الفريق إلى حظيرة الكبار عبد المالك العزيز،ناهيك عن المسابقة الدينية التي نظمت بمسجد ابي بكر الصديق وكلها أنشطة تبقى موازية لعروض الفروسية المرتكز الأساسي ،الممتزجة بأهازيج بعض فكلورية لمجموعة حمادشة عيساوة التي تثير بين الفين والأخرى انتباه العموم الحاضر. أجواء أحتفالية بامتيازجعلتنا في "طنجة الأدبية" ، نقترب من رئيس الجهة المنظمة ورئيس المجلس البلدي لتنوير الرأي العام حول طبيعة تسمية الموسم بموسم سنوي وايجابياته على الساكنة والمدينة ،،وحيثيات اختيارشعاره حول استقرار وتضامن المجتمع،وحول آفاقه المستقبلية ، واستثناء إلغاء أو تأجيل بعض فقراته ....الخ وكلها أسئلة لقيت ترحيبا واستجابة من قبل رئيس المجلس الحضري لقصبة تادلة ، مجيبا أن التسمية نابعة من الدلالة الرمزية والتاريخية العريقة للموسم وللعلاقة الوطيدة التي تربطه بساكنة المدينة ونواحيها على مر العصور والأزمان، فتاريخه يرجع إلى خمسين أو ستين سنة خلت، ،موسم له تقاليده الإجتماعية الراسخة ،وأهدافه الفاضلة المتجلية في جمع الشمل والتضامن...الخ، ،وجوانبه الإشعاعية والترفيهية والثقافية والفنية والرياضية....الخ وكلها جوانب تجتمع، لتحقق رواجا تجاريا هاما خاصة لدى التجار الصغار،نظرا اولا لحجم الوافدين على المدينة المتجاوز احيانا لعشرين الف زائر ،وثانيا لعدد الفرسان الذي جعل من قصبة تادلة أول مدينة بجهة تادلة أزيلال ، تحتضن أكثر من ألف فرس،لدى فالمجلس البلدي يحضر كل الترتيبات المادية والمعنوية واللوجيستيكية من أجل إنجاح دورات هذا الموسم. كما أن المناسبة أغرت اكبر المجموعات الفنية وطنيا كمجموعة ناس الغيوان جيل جيلالة لمشاهب وعمالقة الفن المغربي ،والمجموعات الشعبية التي أحيت في السابق ، سهرات فنية في هوائها الطلق، ولفرق ونجوم رياضية كمنتخب 1986، وكبار لاعبي ميكسيكو....الخ، تم من خلالهم تكريم خلال الثماني السنوات الاخيرة اكثر من 12فعالية رياضية حقوقية ...الخ ،كما ساهمت في جمع عدة مفكرين ومثقفين ودكاترة كالدكتور السفياني، والعربوش المختص في تاريخ الجهة،الدكتور ابو العيد،..وكلها انشطة موثقة على اقراص مرئية وصوتية ،وفي ستترجم في القريب العاجل الى كتيب هو في طور الانجاز بشراكة مع كلية الاذاب بمدينة بني ملال. أما تأجيل بعض الانشطة الفنية والثقافية فقد ربطها السيد لمحندي بالظرفية الحالية وما تعيشه بعض البلدان العربية ليبقى موسم قصبة تادلة رغم تهميشه اعلاميا من قبل بعض القنوات الوطنية التي تؤدى من جيوب المواطنين،حلقة تاريخية متميزة وقبلة سياحية هامة، تستدعي اهتمام كل االفعاليات والشركاء والمحتضنين من اجل اشعاعه وتسويقه وطنيا ولما لا دوليا.