أسدل الستار، أمس الأحد، على فعاليات الدورة 23 للمهرجان السنوي للفروسية بتيسة، الذي نظمته عمالة إقليم تاونات و"جمعية الوفاق لمهرجان الفرس بتيسة" بتعاون مع المجلس البلدي لتيسة، وذلك تحت الرئاسة الفعلية لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا أمينة رئيسة الجامعة الملكية المغربية للفروسية. وقال السيد محمد السلاسي رئيس الجمعية، في كلمة بالمناسبة، إن مهرجان الفروسية التقليدية الذي احتضنته المدينة من 30 شتنبر الماضي إلى ثالث أكتوبر الجاري، تحت شعار "الفروسية فن أصيل ورمز للشهامة المغربية"، يعتبر مناسبة لإظهار العناية الفائقة التي يوليها سكان إقليم تاونات لتربية الخيول وفنون الفروسية. ودعا السيد السلاسي إلى تقديم كل أشكال الدعم والمساعدة لسكان وفلاحي ومربي الخيول بتاونات قصد الدفع بمشروع مركب الفروسية للخروج إلى حيز التطبيق، من أجل أن يتخذ هذا المهرجان طابعا وطنيا يؤهله مستقبلا ليصبح في مصاف المهرجانات الدولية. من جهته، أكد السيد محمد النجاري رئيس المجلس البلدي لتيسة، في كلمة خلال اختتام المهرجان الذي حضره على الخصوص السيد محمد فتال عامل إقليم تاونات والسيد عبد الكريم صديق أمين مال الجامعة الملكية المغربية لرياضة الفروسية وبعض الشخصيات المدنية والعسكرية، أن "قبائل الحياينة ومنذ عهود خلت يعتزون بالفرس الذي يشكل رمزا للشهامة والافتخار لدى كل المغاربة أبا عن جد". وأوضح رئيس المجلس البلدي، أن تربية الخيول وفنون الفروسية تعتبر تقليدا مغربيا أصيلا يرمز لحضارة عريقة ضاربة جذورها في أعماق التاريخ، والتي تعكس أمجاد وبطولات الشعب المغربي، عبر الأزمنة والعصور في إطار مد التواصل والتناغم الخلاق بين القيم التي تجسد قدرة الشعب المغربي على التجاوب مع متطلبات الحداثة دون أي تنكر لما يميز الشخصية المغربية والذاكرة الجماعية للأمة. ويشكل مهرجان تيسة، حسب المنظمين، تظاهرة اقتصادية واجتماعية وسياحية تحظى باهتمام كبير سواء على الصعيد المحلي والجهوي والوطني والدولي، ويلعب دورا هاما في التعريف بالمؤهلات الفلاحية والسياحية التي يزخر بها إقليم تاونات، خصوصا في ميدان تربية المواشي والخيول العربية الأصيلة ولا سيما الصنف العربي البربري. وبهذه المناسبة، قام عامل إقليم تاونات السيد محمد فتال، والوفد المرافق له، بزيارة ملعب الفروسية لمشاهدة بعض العروض التي شاركت فيها فرق تمثل مدينتي تيسة وقرية ابا محمد، وأقاليم تازة ومكناس وسيدي قاسم. وتم تنظيم عدة أنشطة ثقافية وفنية ورياضية وعلى الخصوص ألعاب الفروسية (التبرويدة)، وحفل ديني إحياء لموسم الوالي الصالح سيدي امحمد بلحسن الذي يصادف الدورة الثالثة والعشرين لمهرجان الفروسية، تمت خلاله تلاوة آيات من الذكر الحكيم وأمداح نبوية. يذكر أنه تضمن برنامج هذا المهرجان، الذي عرف مشاركة أزيد من 68 فرقة و 1113 فارس، تنظيم أنشطة موازية منها على الخصوص دوري في كرة القدم وإعذار مجموعة من الأطفال المنحدرين من أسر معوزة، وإقامة سهرة فنية.