تنظم وزارة الثقافة المغربية وسفارة العراق بالمغرب معرضا للفنان التشكيلي العراقي كاظم نوير الزبيدي، والذي سيفتتح يوم الجمعة 10 فبراير 2012 على الساعة السادسة ونصف مساءا ببهو المسرح الوطني محمد الخامس . رسومات د. كاظم نوير .. أحلام مدن الفرات م.م. حسين السلطاني يُعد الفنان التشكيلي د.كاظم نوير (الأستاذ في كلية الفنون الجميلة – بابل) أحد أهم فناني جيل التسعينيات من القرن الفائت ، فهو الحاصل على الجائزة الأولى في مسابقة جواد سليم (قاعة أثر– بغداد) والحاصل على جائزة وزارة الثقافة للرسم ، فضلاً عن هذا فهو أحد الأكاديميين والنقاد التشكيليين والذي توجه أفكاره بفوزه بالجائزة الأولى في مسابقة (المبدعون) (مجلة الصدى – الإمارات العربية 2002) وتنافسه مع النقاد التشكيليين العرب ، وهي أول جائزة عراقية في النقد التشكيلي ، وأفكاره التي يطرحها في كتاباته ولقاءاته إنما تدنو من أفكاره الجمالية والفلسفية والتي تتضح في إشرافه لعشرات الرسائل والأطاريح في جامعة بابل وجامعة بغداد . تنتمي رسومات كاظم نوير إلى فن ما بعد الحداثة وهو قريب في أغلب أعماله من التعبيرية التجريدية والفن الشعبي ، ومع هذا فهو قريب من النبض العراقي خاصة امتداده مع تجارب الأساتذة العراقيين (فائق حسن ، جواد سليم ، شاكر حسن آل سعيد ، إسماعيل فتّاح الترك) . ونذكر الناقد د . عاصم عبد الأمير (والآن فإن تجاربه بيننا وتقدمه كرسام حسم تناقضه الداخلي جراء تعددية المداخل التي يسلكها في الرسم مع ما تضمره من كثافة المؤثرات التي ظلت إلى حين تضرب زحف المؤثرات تلك ، وبدأنا نتفهم مجهوداته في إدارة الخطاب بالمعنى الذي يحافظ على هويته . ومن ثم بدأ حضوره ليس عابراً ، بل كان يجذب معه الجوائز ، ومنها جائزة جواد سليم التي استحقها بعد أن وجدت لجنة النقاد والفنانين إنه صوت إستطاع الإفلات من قبضة جواد ليخرج إلى فضاء قد أعدّه لرؤيته جيداً). يقول د. كاظم نوير : لا يعطي الفن أسراره إلاّ لمن يعطيه حياته وأسراره . هكذا أراد من الفن أن يكون ، وهكذا في طرائق الحروب المتكررة في العراق يقول :( علينا أن لا نبالغ في إمكانات الأسئلة طالما نحن لا نستطيع أن نحلم بعالم أكثر أماناً وسكينة وهدوء ومن دون سكاكين ومدافع وطائرات ، علينا أن لا نبالغ في الوصول إلى نهايات العالم عندما يكون لوحة طالما لا نستطيع أن نحصل على حريتنا كاملة أو ماهياتنا كاملة) . ويرى الناقد عادل كامل :( إن كاظم نوير بعد أن درس الذاتية في الفن لم يعد منشغلاً بفضاءات الخارج على معيد موضوع الرم إلاّ بما يجعل المغامرة متحركة فلم تعد أهداف الرسم محددة أو قائمة على وصايا ، فالرسم يتكون بفعل حساسية ثبت معالمها الذات ).. إن نوير لا يرسم وإنما يدحض كل مفهومات الرسم باستثناء النقاط المسار (المائل) لتجارب ربّما تسبق عصر الكهوف ، مروراً بأكثر النزاعات هامشية ، إنه يجعلنا نفكر كثيراً في النزعات التي ترصد غروب الإنسان وتدحرجه نحو المجهول . إن تجارب كاظم نوير الغزيرة تتوزع على مراحل وأساليب تتغير في كل مرة حسب الأجواء النفسية التي تغلف أشكاله وهذه بالرغم من إعلاء دور الشكل في لوحاته إلاّ ان المضامين تختلف هي الأخرى ، فمرة تسيطر الحكايات الشعبية ومرة الأساطير العراقية القديمة ومرة مشاهد عراقية معاصرة التي تجنح نحو المشاهد الريفية التي تندمج بمعالجات وتقنيات مختلفة في كل مرة ، فالبيئة العراقية تمسك بوجودنا كونها فضاء ذلك الوجود ، والمكان في لوحاته يعتز به من تصوير روحية الفرات الأوسط ، وهو يذكرنا إن الأشكال كل جزء من الموروث العصري للفنان والفكر يعمل على إتساع الرؤية والزوايا دون شك ، فالفنان من دون فكر يبقى متخبطاً .. من هذا كان الفنان كاظم نوير واعياً لمتطلبات تجربته وآفاقها وتأثيرها الإنساني على الصعيد المحلي والعالمي .. أن يحلم ويرسم ويكتب ويمزج ما بين اللعب الإبداعي والتأمل العميق للمفكر الأكاديمي .. إنه يذكرنا دائماً بأحلام مدن الفرات كاظم نوير ... أساطير وأحلام ملونة كريم الخفاجي ليس ثمة شك في إن الفنان كاظم نوير الذي رفعته العيون المتفحصة بما لا يخلوا من العجب ، وبعد ذلك أشارت له أقلام النقاد المتمرسة في سعي فرشاته لخلق أشكال حديثة ، موظفاً الحكايات الشعبية والأشكال التجريدية الفطرية ، بكثير من علامات التفوق واختراق المألوف الذي ساد بين مجايليه على مساحات اللوحات التشكيلة التسعينية ، وإن كانت لا تخلو من الجودة والإبداع رغم ندرتها . والفنان (كاظم نوير) لا يهمه أن يُعرف بشكل أو أسلوب ما ، لذا فهو يحبط الفهم التقليدي للاسلوب ، ويرجع اصبع ذلك إلى حيث هي ، إنك لا تستطيع أن تمسك من لوحاته الجديدة (أساطير وأحلام من الجنوب)، سوى ذلك التلاعب المحيّر بالأشكال والألوان والسطوح وبمزجه لأشكال وتقنيات تبدوا من مناطق منهجية مختلفة ، فهو يجد أشكاله لتقف متميزة في حيويتها مع سابقيه في خطاباتهم السالفة . وكاظم اشترط على لوحاته التي طلعت تواً من أعشاشها أن تفرك الصدأ القديم على ملامحها المطمورة من زمن ، فالبسط الجنوبية الجذر التي طالما مسحتها عين الكاميرا ، وكما هي على سطوح اللوحات ، هي الآن أمسكت حلمها فإستحالت أطرافها المهلهلة إلى أصابع ، وأجسادها على أشخاص تتأمل أساطيرها ، وركنت خطوطها القديمة جانباً لتحاكي القمر تارة وأخرى مكونات الشمس كرمز لشمولية إلتقاء الأرض بقباب السماء التي استبدلت هي الأخرى لونها الأزرق من البدء لترتدي دخان الخبز أو الحرائق ، أو لترتدي تجانس الألوان التي تشع بها تفرعات وخطوط البساط الجنوبي ذاته . وما يربك ويفرح معاً إن الشارع الذي نخترق لوحات الفنان (نوير) ليس من القار المعتاد أو بلاطات الخيبة القديمة ، إنما كان هو البساط ذاته ، بخطوط تجريدية ملونة تتوازى فيما بينها . ولأن البساط الشعبي يمنح كما ندرك مناخاً سرياً للطقوس الدينية والإجتماعية والأساطير الشعبية المتوارثة من التأريخ الرافديني ()، فإن هذا الشارع / البساط ، يفضي إلى قية ملونة ، وموشمة بنذر العيون النسوية المحدقة إليها بلهفة ، وحلم أشخاصه الذي يزل في الغروب قبل ولوج ليل الحلم الطويل ، يذكرنا هنا بالإسطورة السومرية كلكامش في ملحمته المائية ، عندما نفّذ نصيحة (أورشنابي) وبنى مركبه وطلاه بالقار حيث ركبها مع (أورشنابي) حتى بلغ (مياه الموت) ، وتنبت على جانبي البساط حيوان ، وعلى البعد في النهاية إحتراق ، تعبيراً عن ذلك التطلع التقليدي الأسطوري ليس فقط لقبة المزارات المشتهاة ، وإنما لكل ما هو بعيد المنال . فيما لم نكن نراه . كتحول الشارع إلى حيوان أليف تحمله أصابع البساط وهو يسير قاصداً إنهمارات لونية تشي بوصول الحلم القريب على هيئة طائر آدمي ، مكوناته في إنكسار وهشيم ، وهو يتكرر لأكثر من مرة ومرة محاولاً التحليق ، لكنه لا يرتفع إلاّ قليلاً ، ولينسحب إلى الأسفل بسهولة ، وتلك هي دلالات لكبوات وصعوبة كسر استحالة السمو هذي تنشده أشخاصه ، مثلما يؤكد ذلك صعود الأسماك إلى الأعلى في جانب وهبوطها في جانب آخر . والعين الراصدة التي تفكك أشكال لوحات الفنان كاظم نوير ، وتضع نظراتها وتصفي إلى إيقاعته اللونية الموزعة بخبرة وعاطفة لا تنم إلاّ عن حرص مضني للبحث والمفاجأة باستمرار ، واستقدام البعيد اللامرئي بشكل جديد ومثير ، ما كُنّا نتحسس فيه . ألوانه التعبيرية تلك تخرج من تقليدية معتادة لتمنح سطوحه التصويرية مسحة معاصرة وتعبيرية هي من الشفافية حتى تخالها أنها ألوان مائية أتى عليها لوناً زجاجياً شفيفاً ومشرقاً ، لتمنحنا تلك الأجواء السحرية لعوالمه الغارقة في الاسطورة والحلم والألوان . كل هذا وذاك والفنان كاظم نوير لا زال يتوغل في المجهول ليرينا بمثابرته شيئاً جديداً من خزائنه . وطلاه بالقار حيث ركبها مع (أورشنابي) حتى بلغ (مياه الموت) ، وتنبت على جانبي البساط حيوان ، وعلى البعد في النهاية إحتراق ، تعبيراً عن ذلك التطلع التقليدي الأسطوري ليس فقط لقبة المزارات المشتهاة ، وإنما لكل ما هو بعيد المنال . فيما لم نكن نراه . كتحول الشارع إلى حيوان أليف تحمله أصابع البساط وهو يسير قاصداً إنهمارات لونية تشي بوصول الحلم القريب على هيئة طائر آدمي ، مكوناته في إنكسار وهشيم ، وهو يتكرر لأكثر من مرة ومرة محاولاً التحليق ، لكنه لا يرتفع إلاّ قليلاً ، ولينسحب إلى الأسفل بسهولة ، وتلك هي دلالات لكبوات وصعوبة كسر استحالة السمو هذي تنشده أشخاصه ، مثلما يؤكد ذلك صعود الأسماك إلى الأعلى في جانب وهبوطها في جانب آخر . والعين الراصدة التي تفكك أشكال لوحات الفنان كاظم نوير ، وتضع نظراتها وتصفي إلى إيقاعاته اللونية الموزعة بخبرة وعاطفة لا تنم إلاّ عن حرص مضني للبحث والمفاجأة باستمرار ، واستقدام البعيد اللامرئي بشكل جديد ومثير ، ما كُنّا نتحسس فيه . ألوانه التعبيرية تلك تخرج من تقليدية معتادة لتمنح سطوحه التصويرية مسحة معاصرة وتعبيرية هي من الشفافية حتى تخالها أنها ألوان مائية أتى عليها لوناً زجاجياً شفيفاً ومشرقاً ، لتمنحنا تلك الأجواء السحرية لعوالمه الغارقة في الاسطورة والحلم والألوان .