يتغيا هذا الكتاب، للباحث كمال عبداللطيف والصادر حديثا عن منشورات المدارس بالدارالبيضاء، الاقتراب من من موضوع "الإصلاح السياسي" في مغرب اليوم، ويتجه في أبحاثه صوب الفترة التي تنعت بلحظة التناوب التوافقي التي انطلقت سنة 1998، لرصد التغيرات التي نشأت ابتداء من التاريخ المذكور، وإلى حدود الانتخابات التشريعية لسنة 2007، ومعنى هذا أن موضوعات البحث في الكتاب معنية بأهم التحولات السياسية، التي عرفها المغرب خلال عقد من الزمان (1998-2007). إذن، يتجه كتاب الباحث كمال عبداللطيف الى لحظة تاريخية بعينها، ويعمل على إبراز أهم الإصلاحات التي أنجزت فيها. كما يقوم الباحث بتشخيص بعض العوائق والصعوبات، التي قللت وتقلل من نتائج الإصلاحات التي يَجري تنفيذها بأشكال مختلفة. ويركز الباحث كمال عبداللطيف على موضوع الإصلاح والإصلاح السياسي في المغرب، والذي يعده موضوعاً مركباً ومعقداً، وتزداد درجات تعقده بفعل التحولات السياسية الكبرى، التي هزت أركان المذاهب والعقائد وأساليب التدبير السياسي في عوالم نهاية القرن العشرين ومطالع الألفية الثالثة، حيث يفترض أن يكون للتحولات المذكورة، الأثر المباشر أو غير المباشر في المشهد السياسي المغربي. غير أنه يحدد أن كلمة إصلاح في أعمال الكتاب هو التحديث ودعاوى التحديث السياسي والإصلاح الديمقراطي. وبصلة بالموضوع، أضاف الباحث عملين اثنين يتعلق الأول بالمفكر الراحل محمد عابد الجابري في موضوع المواءمة بين الحداثة والتراث، وهو ذات صلة بأسئلة التحديث السياسي، ثانيها يتعلق بأدوار كل من مجلة أقلام ومجلة فكر ونقد في توسيع دوائر التنوير في الثقافة المغربية والعربية، إذ لا يمكن إغفال العلاقات المؤكدة بينها، وبين مشروع الإصلاح السياسي التحديثي في المغرب.