بدعوة من ملتقى الكرامة والمواطنة بالقصر الكبير قدم مسرح يانوس بالعرائش عرضه الأول لمسرحية " عزوز بولهموز" وذلك بقاعة المحاضرات المزينة / القصر الكبير . فعلى مدار ساعة ونصف ، استمتع الجمهور الحاضر بمشاهد المسرحية ذات الفصل الواحد،و الذي سبر أغوار التغلغل الوصولي الانتهازي، لشخصية "عزوز" العامل البسيط في إحدى معامل الكارتون، والحامل لبذور مسار انبطاحي، متلصص ، متسقط للأخبار ...كل ذلك في سبيل تحقيق الغاية الوصولية، ولو عبر البوابة " النقابية" تارة و "الحزبية" تارة أخرى خدمة لهموز عزوز لقد استطاع كاتب النص لؤي عيادة ، ومعد الدرماتورجيا، سليمان الريسوني ملامسة ظاهرة ما فتئت تعمق الهوة بين المواطن / المتلقي ، والممارسة السياسية ، وهي مناسبة للكشف عن سوءة فئة عريضة من ممتهني العمل النقابي الحزبي السياسي . كما أن مخرج العرض المسرحي الممثل المغربي محمد اضرضور، توفق في النفاذ لأعماق شخوصه السبع، والذين تمكنوا من الانتقال بعفوية كبير بين مشاهد المسرحية التي تخللتها مقاطع حية ، ممسرحة غنائيا، في محاولة لانتشال المتلقي من مطب الرثاية . ومعلوم أن مسرحية "عزوز بولهموز" قد حصلت على دعم وزارة الثقافة للإنتاج المسرحي 2010- 2011، بعدما احتلت المرتبة الرابعة وطنيا، من بين 71 فرقة متنافسة مما حدا بفرقة يانوس العرائشية القيام بجولة وطنية أواخر شهر دحنبر، ستقودها إلى كل من : الرباط ، العرائش، تطوان، أصيلة، شفشاون، وزان ، ومكناس . وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء : يرى مخرج المسرحية محمد أضرضور أن هذا العمل "يعتبر محاولة اقتراب وملامسة للواقع السياسي والنقابي المغربي الذي يتخذه بعض الانتهازيين مطية للتسلق الاجتماعي". ويوضح كذلك أن المسرحية تبين بشكل جلي، من خلال مسار شخصية عزوز، كيف يساهم هؤلاء الوصوليون في نخر جسد النقابات والأحزاب، مشيرا إلى أن "المسرحية تحمل رسالة تدق ناقوس الخطر من انهيار القيم السياسية النبيلة بسبب الاعتماد على الانتهازية بدل الكفاءة".