قدمت فرقة يانوس العرائش مساء أمس الثلاثاء أمام جمهور مدينة القصر الكبير العرض قبل الأول لمسرحية "عزوز بولهموز" التي تسخر من ظاهرة الانتهازية والوصولية. وتدور أحداث المسرحية داخل شركة لصناعة الورق المقوى حيث يستبد الطموح بأحد العمال المهووسين، الذي يسمى عزوز، حد استغلال العمل النقابي والسياسي والتخلي عن كل المبادئ للتسلق اجتماعيا على حساب مصالح العمال. وكانت فرقة "يانوس العرائش" قد احتلت المرتبة الرابعة على الصعيد الوطني من بين 71 فرقة تنافست على الحصول على دعم وزارة الثقافة لدعم الإنتاج المسرحي لسنتي 2010 و 2011، ما شكل دفعة قوية للفرقة لإخراج المسرحية في أفق القيام بجولة وطنية. ويرى مخرج المسرحية محمد أضرضور أن هذا العمل "يعتبر محاولة اقتراب وملامسة للواقع السياسي والنقابي المغربي الذي يتخذه بعض الانتهازيين مطية للتسلق الاجتماعي". وأوضح أن المسرحية تبين بشكل جلي، من خلال مسار شخصية عزوز، كيف يساهم هؤلاء الوصوليون في نخر جسد النقابات والأحزاب، مشيرا إلى أن "المسرحية تحمل رسالة تدق ناقوس الخطر من انهيار القيم السياسية النبيلة بسبب الاعتماد على الانتهازية بدل الكفاءة". كما اعتبر أن المسرحية تحاول المساهمة في استعادة الجمهور إلى القاعة، خصوصا بمدينة العرائش، عبر التعرض إلى مواضيع واقعية تهم المتفرج وحياته اليومية وانتقاد الظواهر الاجتماعية السلبية. من جانبه، أوضح المكلف بالتواصل لدى فرقة "يانوس العرائش" عزيز قنجاع أن المسرحية تجسيد واقعي لتحول الطموحات المشروعة إلى انتهازية تسحق كل ما يعترض طريقها، من خلال "عزوز" الذي يعمل على الترقي اجتماعيا عبر الوشاية واللعب على النقائض ومحاباة الأحزاب بكل أطيافها. وأبرز أن مجموعة من الفعاليات السياسية والنقابية وجمعيات المجتمع المدني بالقصر الكبير حضرت العرض قبل الأول، الذي سيمكن الفرقة من تفادي بعض الهفوات خلال الجولة التي تعتزم القيام بها في مجموعة من مدن المغرب. وستنطلق المرحلة الأولى من الجولة الوطنية لفرقة "يانوس العرائش" أواخر دجنبر الجاري، وستشمل مدن الرباطوالعرائش وطنجة وتطوان وأصيلة وشفشاون ووزان ومكناس. ومسرحية "عزوز بولهموز" من تأليف لِِؤي عيادة، وتشخيص حمد الحوضي، خالد جنبي، أمال بنحدو، زهير آيت بنجدي ،صفوت بن حيون، وسكينة الفضايلي، أما السينوغرافيا فمن إنجاز عبد الله عدوي، والإعداد الدراماتورجي للنص لسليمان الريسوني.