وضع محفظته الجلدية السوداء فوق المكتب، لم يحي أحدا ،دخل التلاميذ "فوضى فوضى "، لا مثنى مثنى، كتب تاريخ اليوم وعنوان الدرس الذي طالبهم بتحضيره. طرح أسئلة لم يجبه أحد، سبهم وشتمهم وهم ينظرون ،ثم قال لهم مستهزئا ومتحديا: - اكتبوا ألسطول اللي معول عليهم المغرب ... وبدأ يملي : " جاء خطاب سؤال الذات كردة فعل على سيادة العقل ولتقديس الفكر العقلاني ،ولعل من أبرز رواد الرومانسية بالعالم العربي جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة والعقاد والمازني وعبد الكريم بن ثابت..." مضت الحصة ،ساعتان والتلاميذ يكتبون حتى ملت أيديهم وأعناقهم ،خرج الأستاذ ثم التلاميذ، وهو يسخر منهم بنظرته المبحلقة والمنقصة.