أتساقط في أفواه الجنون لأسرق غيم السماء .. على حافة زجاج مكسور أمشي وتمشي الشهور.. تدمى قدماي كعروق نخيل ثكلى تتلصص على الهواء.. أتدلى من صمت العذراء قربانا يقف على نافذة المساء .. لست أهمس للسماء عن قبعة الخوف وجدائل الحزن الموقوفة على باب الجزيرة .. لا.. ولا إلى الأرض عن طريق مفقودة في نسيان مدينة تغازل زمانا عابرا تحت مآذن الشجعان من أبناء القبيلة .. أيها السيف المتدلي من زمان الجاهلية القديمة .. لماذا مررت بأفواه العطاش المتكلمين عن الحقيقة كمزن يحتضر .. ترتدي الهواء بئرا عميقة تعانق أرجلها قمم البراكين الثائرة على جباه التمرد الأولى في زمانك .. وتسكب من جلود المستحيل زمانا جارحا ينعي جراحات الحقيقة .. أنا نصف هذا الكون الأسود .. أخلع المسام عن أفواه البشرة البيضاء لأسقيها من دمائي .. أمر على صفحة مجهولة في كتاب خريفي المنفى ، شتائي السطر .. تتدثر أوراقي من بركان الشتاء .. وتعشق كلماتي فجور القنابل ... أنا نصف هذا الكون ونصف المطر .. أتقطر نحو الزهرة المصلية باتجاه النسيان ، ألتقط من الأرض سنيني المحزومة في حقيبة مفقودة كالمجهول .. لا أرتقي لأضم في عين الوحوش مقابر، وأسقط نحو هاوية الجنون .. أنا نصف هذا الأسود ، و البحر المالح في جزيرة يابسة العروق .. فهلا ارتويت من فضاء لص تيمم برمل البحر في غفلة المحيطات وسقوط الجزيرة؟؟ الفضاء يدعي انقسام الدمع في جزر الأشباح ، جسدي يتناثر شظايا على أفواه البنادق ، صخر هو دمي إن لم ينسكب في عيون الهاربين إلى الله .. وحجارة أنا إن مر هذا الليل تاركا بعضي على كف السنابل .. فلترحلي سفينة الغد على جبيني إنّ الإله يأمرني بحراسة الأرض ، والحلم ، والزمن من السجن في كهوف السماء .. أنا من أنا في أروقة النسور الجارحة ، أنا كل نظرات الصقر المتناثرة على سطح المدينة .. هنا كان يرقبني النهار المبرقع بالنصيف الذي كان بالأمس على وجهي رداء .. وتحول محار البحر إلى شمس مصفوعة بكسوف جديد.. هنا المدى ينتحر .. والمنتهى ينسى لقاء الابتداء.. ويغادر الجسد .. أهمس فيه عن نخلة من درس في الحب ، أسرق منه الصوت لأخفيه في دهاليز الأشياء .. أرسم صورته قبل الصعود إلى سلم اليقين .. وأستقي كأسا من النسيان على حافات الطريق .. فأي جنون في النصف الثاني إذا لم يكتب في جدار الحوت عن حزن تمادى بقطف الرمال .. أخبيء بعض التراب في جيبي ، وبعض في عيني ... وآخر تحت جديلتي .. لألقاك نبضا تسطر حروف النهر الملقاة في سماء القصيدة ...