تابعت الحلقات الأولى من المسلسل الدرامي الاجتماعي العائلي "دار النسا" للمخرجة سامية أقريو وأعجبت بمجموعة من الممثلاث والممثلين الشباب والمخضرمين والرواد المشاركين فيه ومن بينهم مريم الزعيمي في دور جديد مخالف تماما لكل الأدوار التي شخصتها لحد الآن في المسرح والسينما والتلفزيون. تميزت الزعيمي بشكل ملحوظ في تشخيصها لدور الزازية، المرأة المتسلطة والثرثارة والفضولية، في هذا المسلسل الجديد، رغم بعض الإنتقادات التي عابت عليها المبالغة في الحركة. فقد لبست هذا الدور ولبسها وأظهرت من خلاله قدرتها الفائقة على التحدث باللهجة الشمالية، مقارنة مع ممثلين وممثلات آخرين ليسوا من أصول شمالية، وعلى التعبير بقسمات وجهها وحركات يديها ونظراتها وكلامها المسموم أحيانا وغير ذلك. ومن خلال حضورها في مجموعة من مشاهد هذا المسلسل الرمضاني، المصور بطنجة وفضاءاتها الجميلة، أضفت حيوية كبيرة على إيقاعه وشدت إليها انتباه العديد من متتبعيه. شكلت الزعيمي رفقة زوجها في المسلسل السي المكي، من تشخيص الممثل الوسيم ياسين أحجام، ثنائيا متنافرا، ففي الوقت الذي نجدها فيه عدوانية ومندفعة ومتسرعة أكثر من اللازم يبدو هو متزنا ومسالما ومتفهما ومتفتحا وخدوما في علاقاته مع ابنته فاتن وزوجها وابنهما الصغير. فهذه البنت المتقلبة المزاج تشبه إلى حد كبير والدتها الزازية، في حين تتسم ابنتهما الثانية بالرزانة والحكمة والتروي والمسؤولية واحترام الآخرين. ورغم تضايق السي المكي من تصرفات زوجته الزازية داخل المنزل وخارجه يسعى إلى الحفاظ على توازنه ويثور من حين لآخر في وجهها. إن التناقضات بين أفراد هذه الأسرة الشمالية هي التي أضفت ملحا على جانب من أحداث مسلسل "دار النسا" وجعلت بعض المتلقين يجدون أنفسهم في نوعية المشاكل اليومية التي يتناولها دراميا نظرا لطابعها الواقعي. يذكر أن الرصيد الفني للممثلة مريم الزعيمي، خريجة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط، غني بالأعمال المسرحية والتلفزيونية والسينمائية، من بينها مؤخرا: مسرحية "الفيشطة" (2023/2024) لأمين ناسور والفيلم السينمائي "فاطمة سلطانة لا تنسى" (2021) لمحمد عبد الرحمان التازي ومسلسلات: "دار النسا" (2024) لسامية أقريو، "الوعد" (2024) للمخرج التونسي محمد خياري، "كازا ستريت" (2023) لمحمد علي المجبود، "أمولا نوبا" (2023) لسامية أقريو، "لمكتوب" (2022/2023) لعلاء أكعبون… تجدر الإشارة إلى أن الممثلة مريم الزعيمي فنانة مبدعة دائمة التجريب، لاختبار قدراتها في التشخيص على الركح وأمام الكاميرات، وهي في تطور مستمر، على امتداد ما يقارب العقدين من الزمان، منذ أعمالها الأولى وأدوارها الصغيرة فيها إلى أدوارها المتميزة الحالية.