في قالب درامي تراجيدي، يغوص المسلسل المغربي "عنبر وياقوت"، للمخرج محمد نصرات، في قضايا ظلم المجتمع للمرأة وتحميلها مسؤولية أخطاء العقليات الذكورية. يتناول المسلسل الاجتماعي، في ثلاثين حلقة، المعاناة النفسية لأم أنجبت بنات ولم ترزق بولد، ممّا يعرضها لكثير من المواقف الحرجة في محيطها العائلي والمجتمعي، الأمر الذي يدفعها إلى البحث عن الطرق الممكنة للحصول على ولد، وهي مهمة قد تكلفها الكثير. تتواصل أحداث العمل الدرامي، وتضطر الأم إلى استبدال ابنتها بطفل ذكر لإحدى الأسر الفقيرة، وتتداخل المشاهد بين الماضي (فلاش باك) والحاضر في رصد حياة الابن "الغالي" المدلل في علاقته بعائلته وإخوته البنات والعمل وحبيبته. وأبرز المخرج نصرات أنّه اعتمد في المسلسل على خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، وعلق على ذلك بالقول إن "الاشتغال مع فريق محترف يُسهل التواصل في عملية إدارة الممثل، وقد اشتغلت مع وجوه فنّية جديدة أبانت عن حرفية عالية في التشخيص". منتج العمل خالد النقري أوضح في تصريح لهسبريس أن "المسلسل يسلط الضوء على ظلم المجتمع للمرأة، وعدم تمكنها من التخلص من العقليات الذكورية رغم النجاحات التّي تحققها"، مشيراً إلى أنّ "تصوير أحداث المسلسل تمّ بين مدينتي الدارالبيضاء وفاس، واستغرق أربعة أشهر". من جهتها، أوردت الممثلة سانديا تاج الدين أنّ شخصية "نورية" التّي تقمصت دورها قريبة من حياتها الشخصية، وقالت إنها "امرأة حرة مُستقلة تدافع عن الاستقلالية الذاتية للمرأة، تتجرأ على الطابوهات في علاقتها العاطفية، وتضطر للتخلي عن ابنها وزوجها بعد تعرفها على شخص آخر". وأضافت أن "قرار نورية يجلب عليها العديد من الانتقادات، وتصبح امرأة غير صالحة في نظر المجتمع"، مشددة على أنّ "ياقوت وعنبر" عمل درامي يُخاطب المجتمع المغربي، وحق النساء في تغيير حياتهن رغم العقليات الذكورية المسيطرة على المجتمع المغربي. وأبرزت ساندي أنّ سيناريو المسلسل الذي أشرف على كتابته كل من نورا الصقلي، سامية أقريو، وجواد لحلو، "تم الاشتغال عليه بطريقة ذكية، وحبكة درامية مكثفة تجعل المشاهد يعيش مع أحداث كل شخصية وفق زمنيين مختلفين".