كرمت جمعية الأطلس الكبير بمدينة مراكش، نهاية الأسبوع الماضي، الفنانة الكبيرة كريمة الصقلي، تقديرا لجهودها الفنية والموسيقية الكبيرة، في ترسيخ ثقافة موسيقية عالمية، تنبني على تكريس الهوية الوطنية الفنية، ونشر روح السلام والتعايش عبر الفنون. وجاء هذا التكريم الراقي والجميل، الذي احتضنه المسرح الملكي، في ختام فعاليات النسخة 11 من المهرجان الوطني للمواهب الشابة المتمدرسة للموسيقى والغناء، التي حملت اسمها. وتميزت هذه الاحتفالية، التي شهدت سهرتين يومي 22 و 23 ابريل، بحضور كل مدير أكاديمية التربية والتكوين بجهة مراكشآسفي مولاي أحمد لكريمي، ونائبة عمدة مراكش عتيقة بوستة، فضلا عن عدد من الفعاليات الثقافية والفنية والإعلامية. وتقام هذه التظاهرة، التي تنظمها جمعية الأطلس الكبير، بالتعاون مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، وبدعم من وزارة الثقافة والشباب والتواصل، والجامعة الخاصة بمراكش، بهدف اكتشاف الطاقات الفنية داخل المؤسسات (الإعدادية والثانوية) والجامعية وتأطيرهم، مع تشكيل مجموعات موسيقية شبابية وصوتية (الكورال)، وإبراز المهارات الفنية للتلاميذ والطلبة وتشجيعهم على العطاء والإبداع وتقريبهم إلى الجمهور. واعرب الدكتور محمد الكنيدري رئيس الجمعية المنظمة ومدير المهرجان، عن سعادته الغامرة بهذا التكريم، لما تمثله كريمة الصقلي من قيمة على الصعيد العربي والدولي، ولما تمتاز به من صوت رقيق وطرب حالم اصيل، وفن روحي رفيع، وطبقات صوتية ترفع من جاه فن الموشحات داخل وخارج المغرب. من جانبه اكد أحمد لكريمي، الذي اثنى على هذا المهرجان ودوره التربوي والفني، على الموهبة المتقدة للمتمدرسين، الذين ساروا على منوال الفنانة العالمية كريمة الصقلي، المقيمة في مراكش، كفضاء تاريخي يتعانق فيه الفن الصوفي بالإبداع الروحي، وتتعانق فيه العديد من الثقافات والحضارات. وقدم احد الباحثين بالمناسبة، شهادة راقية في حق المحتفى بها، معتبرا إياها صوتا ملائكيا في حديقة وارفة، يرتقي بالأذواق والأسماع إلى مدارج المتصوفة والعاشقين، مبرزا قدرتها الخارقة على اتقان المقامات اللحنية وفن الموشحات، ما يجعها سفيرة للموسيقى الروحية والموشحات في العالم.. اما كريمة الصقلي، فاشادت بفعاليات هذا المهرجان، كحدث فني مميز في مراكش، يواكب تجارب الطلبة الموسيقية، مع صقل مواهبهم واكتشافها، فضلا عن دوره في التربية والعيش الفني المشترك، والتوازن الفكري والثقافي. وكانت الدورات السابقة للمهرجان كرمت فنانين بارزين، وهم سعيد الشرايبي، وعبد الوهاب الدكالي، والراحل محمود الإدريسي، والحاج يونس، وإبراهيم بركات، وعبد الله عصامي، وأحمد عواطف، ثم مراد البوريقي، وناصر الهواري. وأفرزت النتائج النهائية للدورة، فوز هادر العود بالرتبة الاولى في صنف الغناء الأمازيغي، حيث ستمثل الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكشآسفي في المهرجان الوطني للموسيقى والتراث في الصنف الأمازيغي، الذي سيقام بمراكش في يونيو المقبل، وفي الغناء الحساني احتلت رياض الطرشاوي من مراكش المرتبة الأولى. وفي صنف الغناء الغربي، توجت ضياء سيف السلام مناصفة مع عائشة إناس، وهما من مراكش، وسيمثلان الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش- آسفي في نفس المهرجان، وعادت المرتبة الثانية لوئام زوال من شيشاوة وريم فلعاس من مراكش. وفي العزف على الآلة عادت المرتبة الأولى ليحيى بولحاج من مراكش، وسيمثل الأكاديمية الجهوية مراكش أسفي في نفس المهرجان، بينما ظفرهيثم الدياني من مراكش بالمرتبة الثانية، وعادت المرتبة الثالثة لمهدي فواجو من قلعة السراغنة. وفي الغناء العربي عادت المرتبة الأولى للؤي بنكيران من مراكش، الذي سيمثل الأكاديمية الجهوية مراكش أسفي في نفس المهرجان، واحتلت شاروق بانور من الرحامنة المرتبة الثانية، وفيما عادت الرتبة الثالثة لسلمى قدير من مراكش.