أسدل الستار، نهاية الأسبوع الماضي بمدينة مراكش، على فعاليات النسخة الثانية من المهرجان الوطني للموسيقى، التي نظمت تحت شعار" التربية الموسيقية رافعة لإرساء مدرسة متجددة، منصفة، مواطنة ودامجة"، بتتويج كل من مروة الأساوي من أكاديمية كلميم وادنون في صنف الغناء الحساني، والتلميذة رهان حدوش من أكاديمية سوس ماسة في صنف الغناء الأمازيغي، والتلميذتين وئام غجاتي من أكاديمية مراكشآسفي، وهبة مكاوي من أكاديمية الرباطسلاالقنيطرة، في صنف العزف على الآلة، والتلميذة ضحى مجيد، من أكاديمية سوس ماسة، في صنف الغناء العربي، والتلميذة إيمان مجاهد من أكاديمية طنجةتطوانالحسيمة، في صنف الغناء الغربي. وعرفت النسخة الثانية من المهرجان الوطني للموسيقى والتربية، الذي نظم على مدى يومين بمبادرة من الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكشآسفي، مشاركة مختلف الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، بمعدل خمسة ممثلين عن كل أكاديمية، تم اختيارهم، بعد سلسلة من الإقصائيات الإقليمية، شملت الغناء بالحسانية، الغناء بالأمازيغية، الغناء بالعربية، الغناء بلغة أجنبية، العزف على آلة موسيقية، بعد سلسلة من الإقصائيات الإقليمية، وفق الشروط المنظمة والجدولة الزمنية لهذه المنافسات الفنية. وتميز حفل اختتام هذا المهرجان، الذي أصبح محطة فنية وطنية عنوانها مراكش الحمراء، بعرض لوحات فنية وموسيقية حية، وتكريم رجل التربية الفنية، المايسترو الحاج أحمد عواطف، اعترافا له بما قدمه من إبداعات موسيقية وغنائية، ومشاريع ثقافية وفنية وطنية. ويدخل المهرجان الوطني للموسيقى والتربية، في إطار تنزيل مقتضيات القانون الإطار 51/17 للنهوض بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، خاصة الهدف الثاني من المشروع 10 المتعلق بالارتقاء بالحياة المدرسية، والرامي إلى حفز اليقظة، والتفتح الفني، والتدريب لدى الناشئة. وتسعى هذه التظاهرة الفنية إلى التعريف بتنوع الروافد الثقافية والحضارية للبلاد، والمساهمة في تثمينها، ونشرها داخل الوسط المدرسي، وكذا المساهمة في انفتاح المؤسسات التعليمية على محيطها السوسيو-ثقافي. وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، أكد عزيز نحية مدير التعاون، والارتقاء بالتعليم المدرسي الخصوصي، والحياة المدرسية بوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، أن هذه المسابقة ، ككل الأنشطة التي تزخر بها الحياة المدرسية في المؤسسات التعليمية، تعتبر آلية من آليات التنزيل الميداني للرؤية الإستراتيجية لإصلاح التربية والتكوين 2015-2030، وذلك عبر بلورة خطة إجرائية تعتمد في مقوماتها المنهجية على مرتكز جوهري يتمثل في الشمولية والنسقية في التنزيل. وأوضح عزيز نحية أن الوزارة عملت على اعتماد أسلوب التشبيك الموضوعاتي في المجالات الثقافية والإبداعية والفنية بين الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين باعتباره آلية للتنسيق وتبادل الخبرات بين الأكاديميات والذي سيمكن من الارتقاء بالشأن التربوي وبناء مدرسة مواطنة مفعمة بالحياة ومتشبعة بالديمقراطية وحقوق الإنسان والتحفيز على الخلق والإبداع. وأشار عزيز نحية إلى أن هذا المهرجان من شأنه تمكين المدرسة من الاضطلاع بمهمتها في تحقيق الاندماج الثقافي، وتمكين المؤسسات التعليمية من الانفتاح على محيطها الاجتماعي والثقافي والاقتصادي وتنشيط هذه المؤسسات علميا وفنيا. من جانبه، أكد أحمد لكريمي مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش-آسفي، ان الهدف المتوخى من هذا المهرجان الموسيقي الأول من نوعه على المستوى الوطني هو الارتقاء بالحس الجمالي والذوق الفني لدى المتعلمات والمتعلمين، والمساهمة في اكتشاف المواهب الصاعدة في مجال الموسيقى والغناء، وتفعيل دور الأندية الموسيقية وتقوية قدرات المنشطين والمستفيدين منها، والمساهمة في انفتاح المؤسسات التعليمية على محيطها السوسيو- ثقافي. وأضاف مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مراكشآسفي، أن تنظيم هذه التظاهرة التربوية الهامة، يأتي وفق التوجيهات الوزارية، من أجل مواصلة تنزيل مضامين الرؤية الإستراتيجية 2015/2030، وإرساء مدرسة المواطنة، بالنظر الى كون التربية الفنية بصفة عامة والتربية الموسيقية على وجه الخصوص، من أهم الأسس التي تساهم في نمو وبناء شخصية المتعلمات والمتعلمين. وتوقف لكريمي عند التراكم الذي سجلته هذه الجهة في عدة مجالات مرتبطة بالإبداع والتربية الموسيقية ونجاح المهرجان الأول وتميز الإنتاج الجماعي، من خلال ملحمة الأمل الوطنية التي أشرفت عليها الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكشآسفي.