اختتمت، الأحد الماضي بمراكش، فعاليات النسخة الثانية من المهرجان الوطني للموسيقى والتربية، المنظم على مدى يومين، تحت شعار «التربية الموسيقية رافعة لإرساء مدرسة متجددة، منصفة، مواطنة ودامجة». وتميز برنامج اختتام هذا المهرجان، المنظم من قبل الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكشآسفي، والذي أصبح محطة فنية وطنية عنوانها مراكش الحمراء، بعرض لوحات فنية وموسيقية حية، ساهمت فيها فرقة «مقامات» التابعة لمؤسسة محمد الغزواني للتفتح الفني والأدبي بمراكش، والنادي الموسيقي لثانوية طه حسين الإعدادية بمراكش، ومجموعة «صول فا» عن مؤسسة مولاي إسماعيل للتفتح الفني والأدبي بإقليم قلعة السراغنة. كما عاش الحضور المواكب لهذه الفعاليات، لحظات احتفاء وتكريم الأستاذ، ورجل التربية الفنية، المايسترو أحمد عواطف، اعترافا له بما قدمه من إبداعات موسيقية وغنائية، ومشاريع ثقافية وفنية وطنية. وفي الختام، تم توزيع الجوائز والشواهد التقديرية على الفائزات والفائزين، في احترام تام للتدابير الاحترازية للوقاية من فيروس (كوفيد 19). وأسفرت التصفيات الوطنية للدورة الثانية للمهرجان الوطني للموسيقى والتربية بالمدينة الحمراء مراكش عن تتويج مروة الأساوي، من أكاديمية كلميم واد نون (صنف الغناء الحساني)، والتلميذة رهان حدوش من أكاديمية سوس ماسة (صنف الغناء الأمازيغي). وفي صنف العزف على الآلة، فازت التلميذتان وئام غجاتي من أكاديمية مراكشآسفي، وهبة مكاوي من أكاديمية الرباطسلاالقنيطرة، وفي صنف الغناء العربي توجت التلميذة ضحى مجيد، من أكاديمية سوس ماسة، والتلميذة إيمان مجاهد من أكاديمية طنجةتطوانالحسيمة في وصنف الغناء الغربي. وللإشارة، فإن المهرجان الوطني للموسيقى والتربية، الذي بصم هذه الجهة خصوصا بعد النجاح الكبير الذي حققته النسخة الأولى والتي كانت غنية بالإبداع الفني المتميز، يدخل في إطار تنزيل مقتضيات القانون الإطار 51/17 للنهوض بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، خاصة الهدف الثاني من المشروع 10 المتعلق بالارتقاء بالحياة المدرسية، والرامي إلى حفز اليقظة، والتفتح الفني، والتدريب لدى الناشئة. ونظرا لكون التربية الموسيقية تعتبر أحد المداخل الأساسية، التي تساهم في بناء ونمو شخصية المتعلمات والمتعلمين، فإن هذا المهرجان يتوخى عددا من الغايات، منها الارتقاء بالحس الجمالي، والذوق الفني لدى المتعلمين والمتعلمات، والمساهمة في اكتشاف المواهب الصاعدة في مجال الغناء والعزف. كما يتوخى تفعيل أدوار الأندية التربوية، والفنية، وتقوية قدرات أعضائها، والمستفيدين منها، والتعريف بتنوع الروافد الثقافية والحضارية للمغرب، والمساهمة في تثمينها، ونشرها داخل الوسط المدرسي، والمساهمة في انفتاح المؤسسات التعليمية على محيطها السوسيو-ثقافي. وقد عرفت هذه الدورة الثانية من المهرجان مشاركة الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، بمعدل خمسة ممثلين عن كل أكاديمية، تم اختيارهم، بعد سلسلة من الإقصائيات الإقليمية، شملت المكونات الفنية (الغناء بالحسانية والغناء بالأمازيغية والغناء بالعربية والغناء بلغة أجنبية والعزف على آلة موسيقية). وفي هذا السياق، شكلت مدينة مراكش، خلال هذين اليومين، المحطة النهائية للتنافس بين مختلف العروض الفنية الفائزة جهويا، من أجل اختيار الخمسة الأوائل في كل محور، بعد تقييمها خلال يوم الجمعة الماضي، من طرف لجنة تحكيم تكونت من ثلة من الفنانين، والأساتذة المبدعين، في مجال الموسيقى، والغناء، والبحث العلمي. وتميز حفل الاختتام بحضور السيد عزيز نحية مدير التعاون، والارتقاء بالتعليم المدرسي الخصوصي، والحياة المدرسية، بوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، والسيد مولاي أحمد الكريمي مدير الأكاديمية، والمديرين الإقليميين للتربية الوطنية بالجهة، إلى جانب فاعلين وشركاء تربويين.