فتح متحف دمشق الوطني أمس الأحد 29 أكتوبر أبوابه مجددا بعد ست سنوات على إغلاقه من أجل حماية قطعه الأثرية من تداعيات النزاع الذي يعصف بسوريا منذ العام 2011. ويتألف المتحف الذي تأسس في بداية 1920 من أقسام عدةهي آثار عصور ما قبل التاريخ والآثار السورية القديمة والآثار الكلاسيكية، والآثار الإسلامية والفن الحديث. اكتفت المديرية العامة للآثار والمتاحف بافتتاح جناح واحد عرضت فيها قطعا أثرية من فترات تاريخية عدة تم إخفاؤها خلال السنوات الماضية حيث تضم قطعا من عصور مختلفة في إشارة إلى عودة الحياة لطبيعتها بالعاصمة بعدما استعادت قوات الجيش السيطرة على المناطق المحيطة بدمشق من أيدي جماعات المع وأحصت المديرية العامة للآثار والمتاحف تضرر أكثر من 710 مواقع أثرية في مختلف أنحاء سوريا، بحسب موقعها الرسمي. ونجمت غالبية الأضرار عن المعارك العنيفة أو أعمال النهب. وقال مدير المباني والتوثيق الأثري في المديرية العامة للآثار والمتاحف أحمد ديب: “اخترنا بعض القطع الأثرية التي كانت معروضة في المتحف الوطني سابقا وتعود لغالبية الفترات التاريخية من عصور ما قبل التاريخ وحتى الفترة الإسلامية”. وأشار إلى أن العمل جار “بقدر الإمكانيات ليصار إلى تجهيز المتحف بشكل كامل في المرحلة اللاحقة”. وكانت السلطات السورية أغلقت المتحف في 2012 للحفاظ على مقتنياته الثمينة التي تؤرخ لعصور مختلفة. وتم نقل بعض المقتنيات وتخزين البعض الآخر حفاظا عليها. ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء يوم الأحد عن وزير الثقافة محمد الأحمد قوله إن المتحف الوطني بدمشق أحد أكبر وأهم متاحف العالم، ويحوي مقتنيات تمثل عصارة جهد السوريين وتوثق حضارتهم. وأضاف أن الوزارة على استعداد لمواصلة استقدام البعثات الأثرية لمتابعة جهودها في البحث والتنقيب بالمواقع الاثرية السورية. وكانت العديد من المعابد والمواقع الأثرية تعرضت للنهب والتخريب على يد بعض الجماعات المتطرفة خلال السنوات القليلة الماضية. وقال محمود حمود مدير عام الآثار والمتاحف إن إعادة افتتاح المتحف هو إعادة لألق الحياة الثقافية في دمشق.وأضاف أن وزارة السياحة وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي ساهما بقدر كبير من أجل إعادة المتحف للحياة. ويرجع تاريخ تأسيس المتحف إلى بدايات القرن العشرين إلا أنه انتقل لموقعه الحالي المطل على نهر بردى في 1936 وأضيفت إليه بعض الأجنحة والقاعات لاحقا. ويضم أقساما للحضارات المختلفة كما تتزين حدائقه ببعض التماثيل الأثرية. ونقلت أيضا الوكالة العربية السورية للأنباء عن ديفيد أكوبيان مدير برنامج الأممالمتحدة الإنمائي قوله إن المتحف يحوي آثارا تعود لآلاف السنين وقطعا أثرية تنتمي لحضارات متنوعة وبالتالي فإن إعادة افتتاحه تمثل أهمية كبيرة للسوريين وللحضارة الإنسانية. وبالتزامن مع إعادة افتتاح المتحف تنظم وزارة الثقافة ندوة على مدى يومين بعنوان (واقع المتاحف ودورها في تعزيز الانتماء الوطني) بمشاركة علماء من ألمانيا واليابان وفرنسا وبولندا. سارة صديق-وكالات بتصرف