يوجه فيلم "رسالة إلى صديق في غزة" للمخرج عاموس غيتاي انتقادا قويا للحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة وردها الدامي على المحتجين الفلسطينيين كما يطلب المخرج من مواطنيه الإسرائيليين أن يحكموا ضميرهم. وفي الفيلم القصير الواقعي الذي عُرض لأول مرة في مهرجان البندقية السينمائي هذا الأسبوع يسرد ممثلون إسرائيليون وفلسطينيون قصصا وشعرا بما يشمل مقالا للصحفية عميرة هاس نُشر في صحيفة هاآرتس بعنوان " كنت أنفذ فقط الأوامر: ماذا ستقول لأولادك؟"وقال غيتاي لرويترز في مقابلة "إنه نص قوي جدا". وأضاف "هذا مقال كتبته للإسرائيليين تريد منهم أن يدركوا ما يحدث على بعد بضعة كيلومترات من حدودهم حيث يوجد مليونا شخص يعيشون كما لو كانوا في قفص في غزة". ونفى غيتاي أن الفيلم يعقد أي مقارنة بألمانيا النازية حيث غالبا ما برر الأشخاص الذين ارتكبوا جرائم في حق الإنسانية أفعالهم بأنهم كانوا فقط "ينفذون الأوامر". وقال إن "عميرة هاس لم تعقد هذه المقارنة، أنتم الذين تقومون بذلك، إنها في أذهانكم، ربما كان ذلك في ذهنها". وقال "إنني أفضل التحدث بشكل دقيق. أعتقد أنه عندما نتجاوز الدقة لا ندعم حجتنا". مدينة مقسمة وعرض غيتاي أيضا في البندقية فيلما طويلا اسمه "ترام واي إن جيروزاليم" أو (خط ترام في القدس) والذي يتناول بشكل طريف شخصيات متنوعة جدا تسافر معا عبر المدينة المقسمة. وقال "إنه كناية عما يمكن أن يكون عليه شكل العلاقة في مدينة مقسمة ومتضاربة مثل القدس عندما تعود فيها الأمور إلى طبيعتها". ومع عرض الأفلام واجه زعيم حزب العمال البريطاني المعارض جيريمي كوربين اتهامات بالتغاضي عن معاداة السامية وهو ما ينفيه كوربين. وقدم كوربين اعتذارا الشهر الماضي عن استضافة حفل في 2010 شبه فيه متحدث آخر السياسة التي تنتهجها إسرائيل تجاه الفلسطينيين بالسياسات النازية تجاه اليهود. وقال غيتاي "أعتقد أن عقد مثل هذه المقارنة… يساعد التوجهات اليمينية داخل إسرائيل. "لذلك فمن الأفضل .. التحلي بالدقة والتخلي عن العموميات". وسيتناول جيتاي أيضا أسباب معاداة السامية في فيلمه المقبل،الذي تدور أحداثه في القرن السادس عشر، والذي قال إنه قد يضم ممثلة أو أكثر ممن عملن معه من قبل وهن ناتاليا بورتمان أو جوليت بينوش أو ليا سيدو.