نظمت مكتبة الساورة بشراكة مع جمعية لرسام يومه السبت 07أبريل 2018 لقاء شعريا وأدبيا مفتوحا مع الشاعر والناقد الدكتور محمد ماني، بهدف مساءلة تجربته الشعرية الممتدة على مساحة ثلاثة دواوين شعرية، كان أولها ديوان “مقام الصدى” الصادر عام 2009 الديوان الثاني “صلوات للفضيلة,, وضوؤها دمي” الصادر عام 2012 ثم الديوان الأخير والذي اتخذ عنوان “أما بعد,,” الصادر عام 2017، وقد رافقه في هذا اللقاء المفتوح كل من الناقد الدكتور بنيونس بوشعيب والناقدة الدكتورة إلهام الصنابي. افتتح اللقاء الدكتور ميمون الراكب مرحبا بالحضور الكرام، فأحال الكلمة بعدها للناقد بوشعيب بنيونس الذي قام أولا بالتعريف بالشاعر محمد ماني الذي يعد أحد الشعراء المنتقدين للواقع بكل تناقضاته، وهو شاعر يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق الوجود الشعري ضمن الخارطة الأدبية، كما عرج على حضور الشاعر في الساحة الشعرية من خلال مشاركاته في العديد من اللقاءات الشعرية والجلسات النقدية، عرفت هذه الجلسة الأدبية طرح مجموعة من القضايا والمحاور، إذ أعطى الكلمة بعدها للناقدة إلهام الصنابي التي خاضت حوارا مع الشاعر مباشرة بدأته بالحديث عن العتبات الخارجية وسلطة العناوين الموازية وظاهرة الإهداءات الداخلية ومدى فاعليتها في التلقي باعتبارها موجهات قرائية قد تلجم القارئ وتوجه قراءاته، كما عرجت الناقدة على قضية القيم التي تعج بها الأعمال الشعرية باعتبارها قيما نابعة عن ذات شاعرة مؤمنة بها وداعية إليها، ومستاءة من تدنيها في المجتمعات الحالية، وكانت آخر محطة متعلقة بالحوار قد لامست محور المرجعيات المتعددة التي ينطلق منها الشاعر في أعماله، وهي مرجعيات تنوعت بين الديني والأدبي والاجتماعي،،، وقد كان اللقاء مفتوحا على تدخلات الحاضرين الذين شاركوا بأسئلتهم وإضافاتهم في المحاور نفسها، إضافة إلى تقاسم الأفكار والتجارب، حيث تدخل كل من الشاعر المتألق الدكتور عبد السلام بوحجر فأغنى النقاش في مسالة العتبات والقيم الانسانية التي وجب أن تكون مقياس تحضر الأمم، وقاسم الحضور بعضا من أسرار الشعر وخباياه النفسية والفكرية، كما تدخل الناقد فؤاد عفاني الذي وضع اليد على أهم مرجعيات الشاعر ولعل أهمها الدينية التي استقاها الشاعر من والده المرحوم، كما تدخل الناقد الدكتور ميمون الراكب مركزا الحديث على قضية القيم ومدى تمثل الشاعر لها باعتبارها سلوكات لا مجرد شعارات، ومعتبرا أن القيم الإنسانية إنما هي سمو عن الدونية وارتقاء بإنسانية الإنسان. واختتم اللقاء بتوزيع شهادات تقديرية على المشاركين، وتوقيع الديوان الأخير للشاعر محمد ماني “أما بعد,,”.