برزت نبيلة الرميلي عضو المكتب السياسي للتجمع الوطني للأحرار، تصور الحزب للنموذج التنموي الجديد، خاصةً في الشق المتعلق بقطاع الصحة، الذي يعتبره الأحرار من بين أهم أولوياته، وذلك خلال جلسة الإنصات التي عقدتها اللجنة المكلفة بالنموذج التنموي مع وفدٍ من الحزب الأربعاء بالرباط. وأوضحت الرميلي أن نتائج استطلاعات الرأي وجلسات الإنصات التي قام بها حزب التجمع الوطني للأحرار أكدت أهمية إصلاح منظومة الصحة، واعتبرت أن "الحكرة" في المستشفيات القاسم المشترك الأكبر في شهادات المواطنين، مشددةً أن النموذج التنموي الجديد ينبغي أن يتوخى جعل المغاربة سواسية جميعا من حيث الاستفادة من علاجات ذات جودة، بأقل تكلفة، وفي وقت زمني وجيز، مهما كانت إمكانياتهم أو انتمائهم الجغرافي. طبيب الأسرة أكدت الرميلي أن "الأحرار" اقترح طبيب الأسرة توكل له مهمة التتبع التاريخي لأمراض أفراد الأسر، والتكفل بعلاج المصابين منهم وتوجيههم نحو مختلف المؤسسات الاستشفائية ذات التخصصات المتعددة. تحسين خدمات المراكز الصحية للقرب مقترح الأحرار في هذا الشق، تضيف الرميلي، يصب في حث الهيئة الطبية على العمل في المناطق النائية وجعل المريض يرتاد المستوصفات ولتحقيق ذلك لابد من إعادة تحديد الخريطة الصحية وفق الحاجيات الحقيقية لكل جهة، وينبغي أن يُربط المستوصف بالبنيات التحتية، والاهتمام بخدمة الاستقبال التي تمثل اللقاء الأول للمريض مع المؤسسة الصحية. الرقمنة والتكنولوجيا في خدمة الصحة العمومية يعتبر "الأحرار"، حسب الرميلي، التكنولوجيا والرقمنة وسيلة مهمة للنهوض بخدمات قطاع الصحة، وذلك عبر توفير بطاقة صحية ذكية لجميع المواطنين، تمكن من التعرف على السوابق المرضية والعلاجات في مسار كل مريض حين يتوجه إلى أي مركز استشفائيٍ، عموميا كان أو خاصاً. رد الاعتبار للطبيب شرط أساسي لإصلاح المنظومة الصحية يؤكد "الأحرار" في تصوره للنموذج التنموي على رد الاعتبار للطبيب مع الاعتراف التام بشهادة الدكتوراه، ويطالب بضرورة تعديل الإطار القانوني المنظم لوظيفة الهيئة الطبية من خلال إعادة النظر في المهام المنوطة بها وشروط العمل، فضلا عن تمتيع الهيئة الطبية بالتغطية الاجتماعية، وإعادة النظر بجرأة في العلاقة المؤسساتية الثلاثية الأطراف، التي تجمع المواطن والدولة والهيئة الطبية. كوطا محلية لولوج كليات الطب الجهوية في هذا الشق، قالت الرميلي إن "الأحرار" يدعو إلى تخصيص حصص امتيازية لولوج كليات الطب تبعا للحاجيات داخل كل إقليم، قصد مكافحة ظاهرة مستشفيات بدون موارد بشرية، مع منح تحفيزات للعمل في المناطق النائية. في السياق ذاته يقترح "الأحرار"، حسب الرميلي هيكلة جديدة تنسجم مع الجهوية المتقدمة، بإحداث شبكات جهوية من المستشفيات المتعددة الاختصاصات عوض المؤسسات الاستشفائية الموجودة حاليا، على أن يتمتع كل مستشفى من هذه الشبكة باستقلالية تامة في التسيير، وأن يتوفر على نظام للمداومة، ويكون مجهزا بقاعات للجراحة جاهزة للعمل على مدى 24 ساعة، وفي هذا الإطار لابد من ضرورة العمل على توسيع استقلالية المديريات الجهوية لوزارة الصحة، باتخاذها شكل وكالات جهوية.