لا حديث بين أعضاء حزب العدالة والتنمية هذه الأيام سوى عن التحالف الجهوي في جهة الشمال بين 'إخوان العثماني'، والأصالة والمعاصرة، لاسيما أنهم دائما ما يصفون 'البام' بحزب التحكم وأصل الشر و'خطيئة النشأة'. وأمام الغضب الواسع داخل هياكل الحزب الإسلامي، خرج العديد منهم في على مواقع التواصل الاجتماعي، للتعبير عن مواقفهم من التغيير الجذري لموقف حزبهم من حزب الأصالة والمعاصرة. تغيير الموقف 180 درجة واستغرب البرلماني محمد خيي نائب الكاتب الجهوي لحزب العدالة والتنمية بطنجة، عدم اطلاعه مسبقا على قرار التحالف مع البام، وقال: 'لم تشفع لي صفة نائب الكاتب الجهوي لحزب العدالة والتنمية جهة طنجةتطوانالحسيمة بالاطلاع مسبقا على قرار التحالف مع البّام"، مضيفاً 'فقد عرفت بالأمر من خلال المواقع الإلكترونية كباقي الناس'. وشدّد المتحدث ذاته، في تدوينة مطولة، حينما وصف قرار المشاركة في مكتب جهة طنجةتطوانالحسيمة بالقرار الأخرق، وذلك لاعتبارات أخلاقية وسياسية وتدبيرية. وكتب عبد الصمد الإدريسي، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، بدوره: 'في منطق السياسة، تغيير الموقف 180 درجة، يقتضي نقاشا سياسيا يجيب على سؤال، ما الذي تغير؟' مردفاً 'البّام الذي أفسد العملية السياسة منذ 2007، هو نفسه لم يتغير، فإذا كان اليوم يعيش أزمة انفجار من الداخل، فلا معنى لإعطائه ترياق الحياة'. حمورو: 'التخربيق' من جهته، وصف حسن حمورو، عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، وصف التحالف الجهوي مع حزب الأصالة والمعاصرة، ب'اللعب والتخربيق'، مستغربا عن إصدار حزبه لبلاغ يعلن فيه أن 'هناك محاولات للتحكم في تشكيل الأغلبية والأجهزة المسيرة لجهة طنجة – تطوان – الحسيمة، ونلمح إلى أن هناك استمرارا لمنطق خلق أغلبيات هجينة ونعتبر ذلك ضربا للجهوية المتقدمة'، ثم 'بعد ذلك نعلن الترشح لرئاسة مجلس الجهة، لضمان مصداقية العملية الانتخابية، وبعد ذلك نعلن سحب الترشيح'. حمورو أضاف قائلاً: 'واش هذا ماشي لعب وماشي تخربيق؟'، وتابع: 'الواحد يسكت حتا يعيا، ويسلم بقرارات المؤسسات، ولكن راه كاين حد أدنى من المعقول والوضوح مع المغاربة خاصو يتحتارم والله أعلم!'. العمراني: تحالف بفوائد عديدة ولم يجد سليمان العمراني، النائب الأول للأمين العام لحزب العدالة والتنمية، من تبرير لإنارة حزبه 'المصباح' لطريق 'التراكتور' لرئاسة جهة الشمال، إلا قوله أن: 'دخولنا لأغلبية مجلس طنجةتطوانالحسيمة، مع الحزب الذي يرأسه، أمر مهم ونأمل منه فوائد عديدة'. وفي محاولة لمزيد من التبرير، أضاف العمراني، في تصريح مصور للموقع الرسمي لحزبه، أن 'التحالف الانتخابي أو التنموي ذو طبيعة محلية وليس بأي حال من الأحوال تحالفا سياسيا مع الحزب الذي يرأس الجهة'، مضيفاً أن 'قرار المشاركة في الأغلبية المسيرة لجهة طنجةتطوانالحسيمة "كان قرارا مؤسساتيا، سليما مسطريا'. يذكر أن، مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة، انتخب يوم أمس الاثنين، الصحافية السابقة عن وكالة المغرب العربي للأنباء، فاطمة الحساني عن حزب الأصالة والمعاصرة، رئيسة جديدة للمجلس بالإجماع، خلفا لإلياس العماري، و جاء ذلك بعد سحب المرشح الثاني لترشيحه، وهو سعيد خيرون عن حزب العدالة والتنمية، في صفقة سياسية عقدت ليلة الانتخابات في بيت أحد قيادات 'البام'، ومكنت 'البيجيدي' من الانتقال من كرسي المعارضة ليضمن مكانا داخل أغلبية المجلس.