اهتز حزب العدالة والتنمية بعد تحالفه مع حزب الأصالة والمعاصرة من أجل الظفر بمنصب نائب رئيس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، بعدما كان يُؤكد سابقاً أن التحالف مع هذا الحزب، الذي وصفه مراراً بحزب "التحكم"، خط أحمر، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة في صفوف "إخوان العثماني". وكان حزب العدالة والتنمية سحب ترشيح سعيد خيرون في آخر لحظة خلال الانتخابات الرئاسية لجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، وصوت على "البامية" فاطمة الحساني بعدما عقد صفقة مع غريمه السياسي حاز فيها على منصب النائب الأول لرئيسة الجهة. التحالف مع "التحكم" واستغرب عدد من المتتبعين للشأن السياسي تدخل الأمين العام لحزب العدالة والتنمية لحل فرع "البيجيدي" بوجدة بعد تحالف بعض من منتخبيه في مجلس الجماعة مع حزب الأصالة والمعاصرة، وخروج قيادة الحزب اليوم لتحلل بجهة الشمال ما حرمته بالجهة الشرقية. وعبر محمد خيي، النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، عن تفاجئه بقرار سحب خيرون لترشيحه للرئاسة، و"معه المشاركة في مكتب جهة طنجة-تطوان-الحسيمة والتحالف مع البام في الدقائق الأخيرة من الولاية الانتدابية والحصول على مقعدين في المكتب، وتسمية الأخوين سعيد خيرون ونبيل الشليح نائبين للرئيسة الجديدة للجهة"، على حد تعبيره. البرلماني عن جهة الشمال اعتبر تحالف حزبه مع "البام" "قرارا أخرق، وذلك لاعتبارات أخلاقية وسياسية وتدبيرية"، مؤكدا أن قرار التحالف مع "البام" والمشاركة معه في المكتب والترشيح للنيابة الأولى للرئيس وللنيابة الخامسة بعد سحب الترشح للرئاسة، قرار "فاقد للمشروعية لأنه لم يتم اتخاذه حسب علمي من طرف أي مؤسسة حزبية". وأوضح المتحدث ذاته، في تدوينة على صفحته بموقع "فيسبوك"، أن "التحالف مع البام في جهة طنجة-تطوان-الحسيمة يجب أن تسبقه التوضيحات الضرورية لشرح هذا التحول في التقدير السياسي وتبرير الانتقال من ضفة إلى أخرى تفاديا لسوء الفهم والالتباس الحاصل الآن في فهم موقع الحزب، بعد أن تحدث بلاغ الكتابة الجهوية عن استهجانه لظروف تشكيل الأغلبية وتحذيره من التراجعات الديمقراطية واستمرار التحكم في صناعة الأغلبيات الهجينة". حسن حمورو، عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، وصف التحالف مع "البام" ب"اللعب والتخربيق"، مستغربا إصدار الحزب بالجهة بلاغا للرأي العام يعلن فيه أن "هناك محاولات للتحكم في تشكيل الأغلبية والأجهزة المسيرة لجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، ونلمح إلى أن هناك استمرارا لمنطق خلق أغلبيات هجينة ونعتبر ذلك ضربا للجهوية المتقدمة"، ثم "بعد ذلك نعلن الترشح لرئاسة مجلس الجهة، لضمان مصداقية العملية الانتخابية، وبعد ذلك نعلن سحب الترشيح". وأضاف حمورو قائلاً: "واش هذا ماشي لعب وماشي تخربيق؟"، وزاد: "الواحد يسكت حتا يعيا، ويسلم بقرارات المؤسسات، ولكن راه كاين حد أدنى من المعقول والوضوح مع المغاربة خاصو يتحتارم والله أعلم!". "فوائد عديدة" الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية خرجت بتوضيح بعد مناقشتها لمسألة التحالف مع "البام" بالشمال، وأكد سليمان العمراني، نائب الأمين العام، أنّ القرار المتخذ "كان قرارا مؤسساتيا، سليما مسطريا"، موضحا أن "الحزب يهدف من خلاله الإسهام في الدفع بعجلة التنمية في هذه الجهة، واستدراك الخصاص المسجل في السنوات الأربع الماضية". وأضاف نائب الأمين العام ل"البيجيدي" أن الالتحاق بالمكتب المسير "أملاه تفاعل الحزب مع طلب توصل به من جهة الترشيح"، مشيرا إلى أن سعد الدين العثماني هو من أشرف على قرار تحالف العدالة والتنمية مع "البام". وأوضح العمراني، في تصريح صحافي عقب اجتماع الأمانة العامة، مساء الاثنين، أن "دخول البيجيدي إلى الأغلبية بجهة طنجة أمر مهم نأمل منه فوائد عديدة"، موردا أن "التحالف الانتخابي مع البام ذو طبيعة محلية، وليس تحالفا سياسيا على المستوى الوطني".