توالت ردود الفعل على العملية العسكرية التركية التي بدأت، الأربعاء، ضد مواقع كردية في شمال سوريا. وحذر السناتور الجمهوري ليندسي غراهام تركيا من تداعيات هذه العملية التي تتزامن مع سحب قوات أميركية من المنطقة. وقال غراهام يوم الأربعاء إن الكونغرس سيجعل تركيا « تدفع ثمنا باهظا » لهجومها هذا. وفي وقت سابق، كان غراهام قد ندد بسحب القوات الأميركية من المنطقة. رئيس الاتحاد الأوروبي جان كلود يونكر طالب بدوره تركيا بوقف عمليتها العسكرية ضد المسلحين الأكراد في شمال سوريا، والتي بدأت عقب سحب الولاياتالمتحدة قواتها من المنطقة. وقال إن الاتحاد الأوروبي لن يدفع لما يسمى ب « المنطقة الآمنة » التي تسعى تركيا لإنشائها في شمال سوريا. وقال يونكر في البرلمان الأوروبي « أدعو تركيا وكذلك الجهات الفاعلة الأخرى إلى التحلي بضبط النفس ووقف العمليات (العسكرية) التي تجري فيما نتحدث الآن ». ونددت فرنسا بشدة بالهجوم التركي في سوريا. وقالت أميلي دو مونشالان وزيرة الدولة للشؤون الأوروبية بعد دقائق من بدء العملية العسكرية التركية في شمال سوريا أن فرنسا تدين « بشدة » الهجوم التركي الذي بدأ الأربعاء وطلبت عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي. وأضافت أمام لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية « تضع فرنسا وألمانيا وبريطانيا اللمسات الأخيرة على اعلان مشترك سيكون في غاية الوضوح نؤكد فيه إدانتنا الشديدة والحازمة لما يحصل » مضيفة « سنطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي ». من جانبه، دعا الرئيس الحالي لمجلس الأمن الدولي سفير جنوب إفريقيا جيري ماتيوز ماتجيلا الأربعاء تركيا إلى « حماية المدنيين » والتحلي « بأكبر قدر من ضبط النفس » في عملياتها العسكرية في سوريا. وعبر رئيس المجلس لشهر أكتوبر عن أمله في أن يعقد اجتماع لهذه الهيئة بأسرع وقت ممكن، مشيرا إلى أنه يعود إلى الذين يصيغون قرارات حول سوريا الدعوة إلى اجتماع من هذا النوع. وفي هذه الإطار تقوم الكويت وبلجيكا وألمانيا بصياغة نص حول المساعدة الإنسانية. وكان الدبلوماسي يتحدث قبل اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول جمهورية الكونغو الديموقراطية. ويقول الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إن الهدف من عمليته العسكرية التي سماها « نبع السلام »، هو إنشاء منطقة آمنة شمال سوريا، تسمح بدحر قوات حماية الشعب الكردية التي تصنفها تركيا مجموعة إرهابية، وإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم. ودافع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن سحب قواته من المنطقة لكنه نفى تخلي بلاده عن الأكراد الذين قاتلوا مع القوات الأميركية ضد داعش، وحذر الأتراك من مغبة الحياد عن الأهداف الاساسية لحملتهم في شمال سوريا.