يصادف حلول عيد الأضحى المبارك هذا العام مع تواصل العطلة الصيفية، مما شكل فرصة ثمينة للسائح العربي ليجمع العطلتين، في جو سياحي يقضيه بربوع تركيا. وازداد الزحف العربي للسياحة إلى تركيا خلال عطلة العيد الأسبوع المقبل. وأفادت شركات سياحية أن برامجها المخصصة لعطلة عيد الأضحى للسياحة العربية ممتلئة، ويصعب إيجاد غرف فندقية، خاصة في إسطنبول، حيث بلغت نسبة الإشغال فيها أكثر من 95٪. ودفع الزحف السياحي العربي، مع حلول عطلة العيد، شركات النقل البرية والبحرية والجوية، إلى رفع طاقتها الاستيعابية، من أجل نقل ملايين السائحين خلال الأسبوع المقبل. وزير الثقافة والسياحة التركي محمد نوري أرصوي، قال في تصريحات صحفية إن « الكثير من الفنادق محجوزة خلال فترة العيد، وهناك إقبال كبير، وخاصة فنادق المناطق السياحية البحرية مثل ولاية بودروم فكل فنادقها مليئة دون استثناء ». ويقول رئيس اتحاد ناقلي الحافلات مصطفى يلدريم، للأناضول، « أضيفت 10 آلاف رحلة خلال عطلة العيد في مختلف الولايات التركية، والتذاكر شارفت على الانتهاء ». وأضاف أنه « خلال فترة العيد سيتم نقل مليون مسافر عبر الحافلات، خاصة أن عطلة العيد تعقبها عطلة أخيرة ما قبل بدء العام الدراسي ». وكشف أن أعداد الرحلات اليومية وصلت إلى 27 ألف رحلة، والهدف هو نقل 10 ملايين مسافر خلال فترة العيد. من ناحيتها، أعلنت شركة İDO للنقل البحري من إسطنبول لباقي الولايات، أنها « أضافت 5059 رحلة إضافية خلال الفترة من 9-18 أغسطس/آب، نتيجة الطلب الكبير الداخلي والسياحة الخارجية، حيث استنفر الأسطول بأكمله خلال هذه الفترة ». ولفتت الشركة، في بيان لها، أنها ستوفر الخدمة ل400 ألف مركبة، و4.6 مليون مسافر عبر مراكبها المختلفة. ومن المعلوم أن الشركة أكبر ناقل للسائحين إلى ولايتي بورصا ويالوفا التي يقصدها السياح العرب بكثافة لقربها من إسطنبول. واعتادت شركة الخطوط الجوية التركية أيضا رفع طاقتها الاستيعابية لنقل عشرات آلاف من السائحين خلال فترة العيد. يقول أحمد حسن، مالك شركة الفجر السياحية، للأناضول، « هناك توجه من السياح العرب إلى تركيا لمحبتهم للبلاد، بسبب أجوائها والخدمات المقدمة والطبيعة الموجودة فيها ». ويشير إلى أن تزامن العيد مع فترة عطلة صيفية، فرصة هائلة للاستمتاع قبل بدء العام الدراسي، فاختاروا قضاء العطلة في تركيا. وأضاف العرب عادة يختارون المناطق الطبيعية الجميلة مثل بورصا وطرابزون إضافة لإسطنبول، لا يختارون المناطق البحرية بكثافة، بل يختارون المدن التي يكثر فيها جمال الطبيعة. وأوضح أن معطيات الفنادق والشركات حاليا تشير إلى الامتلاء بنسبة تصل لنحو 95٪ ولا يمكن الحصول على غرف بسهولة. وحول الطلب الموجود من قبل السياح، قال: زيادة الرحلات في الأعياد تأتي رغبة في دمجها بعطلة الصيف، ونلاحظ أن هناك زيادة في رحلات الطيران وتزايد النقل الداخلي والبحري. ونوه بأن السائح العربي يختار الشركات السياحية عادة كي يشعر براحة ويكون البرنامج معد مسبقًا، خاصة إذا كانوا عائلات. وحققت السياحة التركية نجاحًا كبيرًا هذا العام، وقال وزير الثقافة والسياحة التركي محمد نوري أرصوي، قبل أيام، إن البلاد ستحقق هذا العام زيادة في أعداد السياح ما بين 13 و15 في المئة. يقول السائح الفلسطيني علي منسية، الذي قدم مع عائلته لقضاء عطلة العيد، « أزور تركيا للمرة الثالثة، وهي تتمتع بطبيعة جميلة ونظام جميل وهدوء ». وعن اختياره قضاء عطلة العيد في تركيا، قال « لدي أكثر من سبب، فهي بلد إسلامي تشعر بأجواء العيد فيه بشكل مختلف عن البلاد الأخرى، والطبيعة فيها جميلة ». وأضاف: « لدينا برنامج عيد سنزور بورصا وصبانجا، إلى جانب جولة داخل إسطنبول، وبرنامج العيد كل يوم زيارة مختلفة منها جزيرة الأميرات، وغيرها ». من ناحيته قال السائح السعودي إبراهيم عن عطلته في العيد « حضرت ضمن برنامج سياحي وهو قضاء الإجازة في إسطنبول، ونسمع أن الأجواء هنا جيدة للغاية وبلد جديد بالنسبة لي ولأطفالي ». وأضاف « من إسطنبول يمكن الانتقال إلى الشمال التركي ونقضي فيه العيد، كان هناك صعوبات في الحجز وأسعار مرتفعة ولا توجد سيارات وفنادق بسبب الإقبال الكبير ». أما ياسين جيزي من الجزائر، فقال « جئت لقضاء فترة الصيف، ومن ثم عيد الأضحى بتركيا، لأننا سمعنا عن جمالها وطبيعتها ». وأشار إلى أن الحجز بالفنادق ليس بالسهل لعدم وجود الغرف، والموجود مرتفع التكلفة، لكن بصفة عامة من يريد قضاء العطلة عليه زيارة تركيا ». كما تحدث إبراهيم حوري من فلسطين قائلا « نحب تركيا جدا وإسطنبول مميزة بأهلها ونحبها منذ زمن، لذلك قررنا قضاء عطلة العيد فيها، تجولنا في تقسيم، وسيكون في برنامجنا زيارات لمناطق عديدة ». وأوضح « لأول مرة أقضي العيد في تركيا، والشركة التي حجزنا بها لديها برنامج، كل يوم في منطقة معينة، من أجل رؤية أكبر عدد من المزارات في تركيا ». ويقول خالد صلاح من الأردن: »كل شيء جيد والطقس جميل ذهبنا لجزر الأميرات وصبانجا ومعشوقية ورحلة البوسفور وزرنا الأماكن التاريخية وهي المرة الثانية وستتكرر في المرات القادمة ». ويضيف « رأيت أعدادًا ضخمة من السياح في كل مكان، قبل 4 سنوات لم يكن بهذا العدد، هناك ازدياد كبير وخاصة في تقسيم هناك ازدحام شديد خاصة من العرب ». * الأناضول