في العطلات الرسمية وخلال فصل الصيف وفي الأعياد، تصبح تركيا مقصداً للسياح الأجانب لقضاء أوقات الإجازات، والوجهة الأولى للقادمين من الدول العربية وخاصة الخليجيين. في السنوات الأخيرة، استقبلت تركيا أكبر معدلات وافدين إليها من البلدان العربية؛ فالمناظر الطبيعية والأجواء الساحلية وعوامل الجذب المتعدد وتعدّد مراكز التسوق وتقارب الثقافات والعادات أهم أسباب اختيار السائحين لها. مراد يلدريم، مدير الاستقبال في فندق "جرين بارك "، بإسطنبول، قال في تصريح صحافي إن "نسبة العرب تشغل حوالي 35 في المائة -40 في المائة من الحجوازت في الفندق؛ لأن أعدادهم تزداد في الأعياد، ونتوقع إذا رُفعت التأشيرة عن مواطني بعض الدول العربية أن تزداد هذه النسبة إلى 60 في المائة". من جهته، قال بكر عطاجان، صاحب شركة "بيناستي ترافيل للسياحة"، في تصريح مماثل: "أعمل في السياحة منذ 36 عاماً. وهذه السنة، لا سيما في الفترة الأخيرة، نجد أن أعداد العرب ازدادت بشكل كبير جداً، مقارنة بالأعوام الماضية. ليس فقط إسطنبول، ولكن في حوض البحر الأسود وبقية المناطق السياحية". وأضاف عطاجان: "أعداد العرب الوافدين ازدادت في عيد الأضحى، عدد الطائرات التي هبطت في مطار أتاتورك، الثلاثاء الماضي، وصل 1454 طائرة، كان على متنها 141 ألف مسافر، وهذه مؤشرات تؤكد أن السياحة زادت بشكل كبير جدًا في الفترة الأخيرة". من جهته، قال السائح الفلسطيني مهند سعيد: "هذه المرة خططت لقضاء إجازة عيد الأضحى بطريقة مختلفة، بدأت الرحلة من أنطاليا ثم بودروم وبعدها إلى إسطنبول، وسأكمل الرحلة في قبرص التركية. الفلسطينيون دائماً يعانون من الحصول على التأشيرات في معظم دول العالم. لذلك، نأتي لتركيا؛ لأنها تسهل حصولنا على التأشيرة بشكل كبير". من جانبها، شرحت رهف الصالحي (فلسطينية) سبب قدومها إلى إسطنبول، فقالت: "اخترت أن أقضي إجازة عيد الأضحى في تركيا؛ لأن بها ذكريات شهر العسل الذي قضيته هنا. المدينة جميلة ولا أشعر بأنني غريبة فيها"، مضيفة: "سنصلي العيد في مسجد السلطان أحمد، ونتناول الإفطار في أحد المطاعم، كما في عاداتنا العربية". أما السعودي منير الحربي، فقال: "هذه أول زيارة لي إلى إسطنبول، الأجواء هنا رائعة. كنت أقضي إجازاتي في دول شرق آسيا؛ لكن شعرت بالفارق عندما أتيت إلى تركيا. لذلك سنقوم بجولة فيها، وسأقضي أول أيام عيد الأضحى في مدينة بورصا" (القريبة من إسطنبول). ويأتي السياح العرب من الإمارات وقطر والسعودية بكثرة إلى منطقة أزونغول، في محافظة طرابزون وهضبة إيدر الواقعة في مدينة ريزا في منطقة حوض البحر الأسود (شمال شرق)، وهما تعدّان من أكثر المناطق لفتا للأنظار وجذبا للسياح في تركيا. كما أن القرب الذي يشعر به العرب من الشعب التركي بالمقارنة مع الشعوب الأوروبية والأمريكية والصعوبات التي يواجهها السياح العرب في الحصول على تأشيرات سفر إلى الدول الغربية كلها عوامل تسهم في ارتفاع القادمين العرب إلى بلاد الأناضول، حسب سياح آخرين. * وكالة انباء الأناضول