أفاد تقرير حكومي بأن السعودية لم تستقبل سائحا أجنبيا واحدا طوال عام 2013 ، رغم إصدار السلطات أكثر من 10 ملايين تأشيرة لم يكن من بينها تأشيرة واحدة مخصصة للسياحة، إذ تشكل العمرة 55% منها، والحج 13.1%، بينما تشكل تأشيرات العمل 16 في المائة. وفي تعليقه على هذا التقرير، قال المهندس أحمد العيسى، نائب رئيس الهيئة العليا للسياحة المساعد للتراخيص، إن هذا "أمر طبيعي، لأن الهيئة لا تستهدف السائح الأجنبي وهي غير حريصة عليه، وتركز على السعودي فقط". وأضاف العيسى في حديث لصحيفة الحياة: "إذا وصلنا إلى الرضا عن السياحة الداخلية، عندها يمكن أن نوجه اهتمامنا للسائح الأجنبي، دعونا نحسّن مرافقنا وبنيتنا الداخلية قبل أن ندعو السائح الأجنبي، ونجعل السياحة الداخلية وجهته المفضلة بدلا من سفره للخارج". واعتبر العيسى أن "مسميات التأشيرة ليس لها معنى، وأن أي قادم للسعودية هو ضيف". وتتناقض تصريحات العيسى مع تصريحات أخرى أطلقتها الهيئة في كانون الثاني/ديسمبر الماضي تعلن فيه أن السلطات السعودية ستخفف من القيود على التأشيرات لجذب مزيد من السائحين. وقالت الهيئة وقتها إن الراغبين في زيارة المملكة يمكنهم التقدم بطلب الحصول على تأشيرة سياحية ضمن برنامج العمرة الموسع، الذي يسمح للأجانب التنقل في البلاد والبقاء لمدة تصل إلى 30 يوما. واشتكى عدد من السفراء الأجانب في تصريحات صحفية متفرقة من عدم تمكن مواطني بلادهم من زيارة السعودية لأنها لا تصدر تأشيرة سياحية، فيما تمنح السعودية المسلمين تأشيرة عمرة يسميها البعض مجازا تأشيرة سياحة دينية، لكنها لا تجيز لحاملها زيارة المدن السعودية باستثناء مكة والمدينة وما بينهما. وتشكو الهيئة عادة من اهتمام السعوديين بالسفر للخارج، إذ بلغ عدد السائحين السعوديين خارج البلاد في العام الماضي نحو 12 مليونا، أنفقوا حوالي 10.6 مليار دولار في دول العالم، وكانت دبي هي الوجهة الأولى الأكثر استقطابا للسعوديين.