انطلقت مساء بفضاء أجذير، فعاليات الدورة الثانية لمهرجان « أجذير إزوران »، الذي تنظمه جمعية أجذير لإزوران للثقافة الأمازيغية – خنيفرة، تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، والذي سيمتد إلى غاية 20 من أكتوبر الجاري، تحت شعار « الفعل الثقافي الأمازيغي دعامة أساسية لتنمية المناطق الجبلية ». الموعد الافتتاحي عرف حضور وفد رسمي، متمثلا في وزير الثقافة والاتصال وكاتب الدولة لدى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات المكلف بالتنمية القروية والمياه والغابات، ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، بجانب والي جهة بني ملال، ورئيس مجلس جهة فاسمكناس، ونائب رئيس مجلس جهة خنيفرةبني ملال، وعامل إقليمالخنيفرة، بجانب رؤساء الجماعات الترابية للإقليم ومسؤولي الأجهزة القضائية والأمنية ورؤساء الإدارات اللامركزية بالمنطقة، وأيضا عدد من المنتخبين والبرلمانيين والفعاليات الثقافية والفنية والإعلامية. وزير الثقافة والاتصال، محمد الأعرج، كشف، في كلمة مقتضبة له بالمناسبة، أن هناك سعيا من الوزارة إلى تشجيع كل المبادرات الثقافية الواعدة في إطار تنمية الساحة الثقافية وإمدادها بكل شروط الحركية والازدهار إلى جانب تعميم التغطية الترابية بالبنيات والتجهيزات الثقافية لاحتضان الفعل الثقافي في مختلف أجزاء التراب الوطني. وفي كلمة افتتاحية، قال لحسن شيلاص، رئيس الجمعية أجدير إيزوران للثقافة الأمازيغية بخنيفرة، إن المهرجان يأتي في سياق تخليد ذكرى السنوية 17 لخطاب أجذير التاريخي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي ألقاه في 17 أكتوبر2001، وذلك « تخليدا لوطنية المنطقة وهذه الرحاب الجبلية ». وأضاف شيلاص أن اختيار الدورة الثانية لشعار « الفعل الثقافي الأمازيغي دعامة أساسية لتنمية المناطق الجبلية »، يتوخى لفت الانتباه إلى ضرورة إعادة الاعتبار للمناطق الجبلية، لتأخذ موقعها التاريخي والحضاري والثقافي ضمن الاختيارات السياسية والاقتصادية للبلاد. وتابع رئيس الجمعية أن الأخيرة تحاول الإسهام في كل ما من شأنه تعزيز دور الثقافة الأمازيغية في تطوير المجتمع وبناء مقوماته، مضيفا أنها « لا تزعم أنها تقوم بهذا الدور لوحدها لتحقيق كل تلك الأهداف، بل هي في حاجة إلى دعم ومؤازرة الهيئات والمؤسسات العامة والخاصة التي تتقاسم معها هذا المشروع الثقافي ». مجلس جهة بني ملالخنيفرة، ممثلا في النائب الأول لرئيس المجلس، اعتبر في كلمة قدمها ممثل عنها بالمناسبة، إن مكان تنظيم المهرجان « يتميز بدلالة تاريخية ومغزى ثقافي عميق، ويبقى ذي خلفية رمزية أبى صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلا أن يكون منارة للثقافة الأمازيغية وانطلاقة حقيقة لها باعتبارها رافدا أساسيا من روافد الهوية المغربية ». ويرى مجلس جهة بني ملالخنيفرة أنه « شرف عظيم أن تكون هذه المعلمة جزء من المجال الترابي لجهة بني ملالخنيفرة، بما ينطوي عليه من دلالات وما يحمله من رمزية تاريخية من شأنها التعريف وإشعاع المنطقة على الصعيدين الوطني والدولي، والنهوض بالتنمية المحلية والجهوية وتثمين التراث والشأن الثقافي الأمازيغي على جميع المستويات ». من جانبه، توقف صالح أوغبال، رئيس المجلس الإقليميلخنيفرة، عند تخليد ذكرى الخطاب الملكي لأجذير، الذي قال إن الملك محمد السادس « قدم فيه تصورا جديدا للهوية المغربية، عندما أكد فيه على أن الأمازيغية رافد أساسي للثقافة المغربية وجعل النهوض بها مسؤولية وطنية ». وأورد المتحدث أن المنطقة الجبلية لها هوية وخصوصيات واحتياجات في التنمية، مضيفا أن تقييم التنمية الاقتصادية والاجتماعية لهذا المجال الترابي بناء على المعطيات الوطنية والجهوية والإقليمية والترابية « يؤكد رغم مؤهلاته الطبيعية والسياحية هشاشته فقره، فهو معرض للعزلة مع تساقط أولى الثلوج وحلول موسم البرد.. وبمحدودية المرافق والتجهيزات الأساسية ومؤسسات القرب الاجتماعي وهشاشة البنية الطرقية »، مشددا على مناسبة المهرجان تبقى فرصة لتسليط الضوء على الفعل الثقافي الأمازيغي في بعده التنموي وعلى الجبل ورهانات التنمية به. أما إبراهيم أعبا، رئيس المجلس الجماعي للخنيفرة، فقال إن الموعد الثقافي يأتي في إطار « فلسفلة الجماعة الساعية إلى الإسهام في تحقيق الإشعاع للثقافة الأمازيغية وتقويتها، لتقوم بدورها كمكون رئيسي من مكونات الهوية الوطنية وعنصر أساسي من عناصر الشخصية المغربية، وتكريس المكانة التي أعطاها إياها دستور المملكة 2011 ». ويضيف رئيس المجلس الجماعي للخنيفرة أن هناك وعيا بأهمية الثقافة ودورها في تكريس القيم الإنسانية الإيجابية وتذويب جليد الخلاف وبناء جسور التعدد والحوار والتعايش ومحاربة مظاهر التطرف والتعصب والعدمية، على أن أهمية الثقافة واعتبارها كرافعة أساسية للتنمية، « تدفعنا إلى العمل جاهدين لتوفير الدعم للعمل الثقافي في المنطقة والحفاظ على هذا الموروث بتخصيص دعم مادي محترم للجمعيات وتشجيع المبدعين والفنانين بمن فيهم الهواة لشق طريق النجاح ». بعد ذلك، تم التوقيع على ثلاث اتفاقيات تهم الإقليم، همت الأولى اتفاقية شراكة لإحداث مكتبات عمومية للمطالعة، بين وزارة الاتصال والثقافة (قطاع الثقافة) ومجالس جماعات: مريرت، أجلموس، مولاي بوعزة، سيدي لامين، سيد اعمرو، ثم اتفاقية شراكة وتعاون لإحداث مركز تشخيص التراث المنجمي وترميم وصيانة وتثمين موقع إغرم أوسار بجماعة الحمام، بين وزارة الثقافة والاتصال وشركة مناجم تويسيت (جبل عوام). أما الاتفاقية الثالثة فهمّت اتفاقية إطار لشراكة والتعاون من أجل التنمية الثقافية بإقليمخنيفرة، وقعت بين وزارة الداخلية، وزارة الثقافة والاتصال، مجلس جهة بني ملالخنيفرة، المجلس الإقليميالخنيفرة، وجماعة خنيفرة، ومجموعة الجماعات الترابية الأطلس، جمعية أجذير إيزوران للثقافة الأمازيغية، جماعة أكلمام أزكزا، جماعات: أجلموس، مولاي بوعزة ، سيدي لامين، سيدي اعمر. وبجانب عروض « التبوريدة » التي قدمتها عدة فرق محلية وجهوية ووطنية في الفضاء المفتوح المجانب للقاعة الكبرى للندوات بأجذير، عرفت الفقرة الفنية للجلسة الافتتاحية لمهرجان « أجذير أزوران » عرض « أوبريت أجذير »، وهي لوحة فنية تراثية جمعت الصوت الأمازيغي الفنانة أشريفة، والصوت الموريسكي، الفنانة الشابة عبير العابد، والصوت اليهودي الفنانة المغربي فانيسا بالوما، مع المرافقة الموسيقية للفنان « بوقنبوع » على آلة الناي والفنان « شالا » على آلة الكمنجة. كما تضمنت السهرة تقديم لوحة فنية ثانية، من أداء فرقة إعشاقن (أحيدوس الأطلس المتوسط)، وأحواش إيمي نتانوت، ومجموعة كناوة ( علي كان)، ومجموعة الصيادة عبيدات الرمى، ومجموعة الركادة أدرار كرسيف. واختتم الحفل الافتتاحي للمهرجان بتكريم شخصيات وأعلام قدمت خدمات جليلة للثقافة الأمازيغية، خاصة في مجالات الإعلام والبحث العلمي والأكاديمي والفنون والأدب، فيما أسدل الستار على اليوم الأول بسهرة فنية تراثية شاركت فيها « مجموعة ميمون أورحو » و »مجموعة مصطفى شهبوني » و »مجموعة بوعزة العربي » و »مجموعة مصطفى الصغير و عزيز أمالو »و »مجموعة المختار حكى ».