اتهمت روسيا جهاز استخبارات وزارة الدفاع الأوكرانية ورئيسه الجنرال كيريلو بودانوف بتدبير تفجير جسر القرم، كما كشفت عن مزيد من التفاصيل بشأن الحادثة التي ردت عليها بسلسلة من الضربات الصاروخية من الجو والبحر. وقال جهاز أمن الدولة الروسي اليوم الأربعاء إن السلطات أوقفت 5 روسيين و3 من أوكرانياوأرمينيا على صلة بالتفجير، الذي تقول موسكو إنه وقع بواسطة شاحنة مفخخة السبت الماضي، وألحق أضرارا بجسر كيرتش الذي يربط البر الروسي بشبه جزيرة القرم التي انتزعتها من أوكرانيا عام 2014. وذكر الجهاز الروسي -في بيان- أن التحقيقات أظهرت أن المتفجرات كانت داخل لفافات من البلاستيك المستخدم في أعمال البناء، ونقلت من أوديسا (جنوبيأوكرانيا) إلى بلغاريا في أغسطس/آب الماضي، مؤكدا أن الجهة التي دبرت الهجوم هي استخبارات وزارة الدفاع الأوكرانية ورئيسها، وذلك رغم عدم تبني كييف التفجير. وقال البيان "تم إخفاء المتفجرات في 22 قطعة من اللفائف البلاستيكية بوزن إجمالي يصل إلى 22 طنا و700 كيلوغرام"، وأضاف أن الشحنة نُقلت في زورق انطلق من ميناء أوديسا الأوكراني إلى ميناء روسيه في بلغاريا، ومن ثم إلى ميناء بوتي في جورجيا، حيث شحنت بعد ذلك إلى أرمينيا ونقلت برا إلى روسيا. وأشارت أجهزة الأمن الروسية إلى أن المتفجرات دخلت روسيا في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري في شاحنة مسجلة في جورجيا، قبل أن تصل في السادس من الشهر نفسه -أي قبل يومين من الانفجار- إلى كراسنودار الروسية المتاخمة لشبه جزيرة القرم. وحسب التحقيقات فإن عنصرا من كييف نسق نقل المتفجرات، وكان على اتصال بجميع الوسطاء. وفي بيانات أخرى صدرت اليوم أيضا، أعلنت أجهزة الأمن الروسية إحباط محاولة هجوم في مقاطعة موسكو وأخرى في بريانسك بالقرب من أوكرانيا، متهمة الاستخبارات الأوكرانية بالتحضير لهذه الهجمات. وأوضح جهاز الأمن الفدرالي الروسي أنه اعتقل رجلا أوكرانيا يشتبه في أنه نقل وحدتين من أنظمة صواريخ "إيغلا" المضادة للطائرات إلى روسيا عبر أراضي إستونيا لتنفيذ هجوم "إرهابي" في مقاطعة موسكو، كما اعتقلت السلطات شخصا آخر بتهمة التخطيط لهجوم بالمتفجرات على مركز لوجيستي في بريانسك. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتهم الاستخبارات الأوكرانية بتدبير الهجوم، بعد اطلاعه مساء الأحد الماضي على النتائج الأولية التي توصلت إليها لجنة التحقيق الروسية برئاسة ألكسندر باستريكين. وقال باستريكين إن الشاحنة التي استخدمت في التفجير انطلقت من بلغاريا إلى جورجيا، ثم إلى أرمينيا، قبل أن تصل إلى أوسيتيا الشمالية في روسيا، وتتابع مسيرها نحو إقليم كراسنودار جنوب غرب البلاد المحاذي للقرم. ميدانيا، أعلنت أوكرانيا استعادة السيطرة على 5 بلدات في مقاطعة خيرسون (جنوبي البلاد)، حيث يواصل الجيش هجومه هناك رغم سلسلة من الضربات الصاروخية التي وجهتها روسيا لمدن عديدة في أنحاء أوكرانيا منذ الاثنين. وقالت الرئاسة الأوكرانية -في بيان- صباح اليوم الأربعاء إن القوات الأوكرانية "حررت" 5 بلدات أخرى بمنطقة بيريسلاف في مقاطعة خيرسون: نوفوفاسيليفكا، ونوفوغريغوريفكا، ونوفا كاميانكا، وتريفونيفكا، وشيرفوني.