كشفت روسيا عن جزء من نتائج التحقيق الذي أجرته بعد تفجير جسر القرم، واتهمت أجهزة الاستخبارات الأوكرانية بتنفيذه، في حين اعتبرت الولاياتالمتحدة وألمانيا أن تهديدات الكرملين النووية "غير مسؤولة". وفي لقاء له مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ قدم رئيس لجنة التحقيق الروسية في التفجير ألكسندر باستريكين، ما خلص إليه تحقيق في الانفجار الذي وقع السبت وتسبب في حريق على الجسر. وكشف باستريكين، مساء يومه الإثنين 10 أكتوبر، أن مواطنين من روسيا ودول أجنبية ساعدوا الاستخبارات الأوكرانية في التحضير للهجوم. وأضاف أن جهاز الأمن الفدرالي الروسي حدد هوية مدبري الهجوم "الإرهابي" على جسر القرم، ووجهة الشاحنة التي استخدمت في التفجير. وكشف أنها انطلقت من بلغاريا إلى جورجيا، ثم إلى أرمينيا، قبل أن تصل إلى أوسيتيا الشمالية في روسيا، وتتابع مسيرها نحو إقليم كراسنودار جنوب غرب روسيا المحاذي للقرم. وخلال ذلك، اتهم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الاستخبارات الأوكرانية بالتخطيط وتنفيذ ما وصفه بالهجوم الإرهابي على جسر كيرتش الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم. وقال بوتين، خلال اجتماع مع باستريكين، مساء الأحد، إنه "ما من أدنى شك في أنه هجوم إرهابي استهدف تدمير موقع حساس في البنية التحتية الروسية". وأطلع مدير مكتب التحقيقات الفدرالي بوتين على سير التحقيقات في تفجير الجسر، كما نقلت وكالة تاس عن رئيس لجنة التحقيق الروسية أن "الخدمات الخاصة الأوكرانية هي المسؤولة عن الهجوم". من جهة أخرى، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" (New York Times) عن مسؤول أوكراني كبير أن المخابرات الأوكرانية هي من دبرت تفجير جسر القرم، بقنبلة محملة على شاحنة. وذكرت الصحيفة أنه لم يتضح ما إذا كان السائق الذي قُتل في الانفجار كان على علم بوجود متفجرات على الشاحنة أم لا. وأظهرت صور أقمار اصطناعية، التقطت السبت ونشرتها شركة "مكسار"، حجم الدمار الذي ألحقه التفجير بجسر القرم، حيث ظهر انهيار قاع الطريق على خط واحد للمركبات، واشتعال النيران في خزانات الوقود بقطار على خط السكة الحديدية الموازي للجسر. ونقلت وكالات أنباء محلية عن مارات خوسنولين نائب رئيس الوزراء الروسي قوله إن غواصين سيبدؤون العمل اليوم لتحديد حجم الأضرار التي لحقت بجسر القرم على أن يكتمل مسح أكثر تفصيلا فوق الماء بنهاية اليوم. وأعلنت وزارة النقل الروسية أن حركة قطارات الشحن وقطارات المسافات الطويلة المارة عبر جسر القرم انتظمت الأحد وفقا للجدول الزمني المحدد. وكانت حركة المركبات استؤنفت بشكل محدود بعد نحو 10 ساعات من الإنفجار. وقال الحاكم الروسي لشبه جزيرة القرم سيرغي أكسيونوف للصحفيين "الوضع يمكن السيطرة عليه.. إنه مزعج ولكنه ليس كارثيا. وقد أثار بالطبع المشاعر وهناك رغبة كبيرة في الانتقام". وجاء تفجير الجسر، الذي يعتبر رمزا مهما لضم موسكو شبه جزيرة القرم إليها، وسط ما تصفه أوكرانيا بهزائم تُمنى بها روسيا في ساحة المعركة، ومن شأنه أن يضعف بشكل أكبر رسائل الطمأنة التي يطلقها الكرملين بأن الصراع يمضي وفق ما هو مخطط له. وضمت روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في عام 2014، وافتتح الرئيس فلاديمير بوتين جسر القرم، الذي يصل طوله إلى 19 كيلومترا ويربط المنطقة بشبكة النقل الروسية، خلال احتفالية كبيرة بعد ذلك ب4 سنوات. من ناحية أخرى، اعتبر السكرتير الصحفي للرئيس الروسي ديمتري بيسكوف، الأحد، أن الهجوم الإرهابي على جسر القرم لا يندرج ضمن مبررات تفعيل العقيدة النووية الروسية. وأجاب بيسكوف عن سؤال حول ما إذا كان الهجوم الإرهابي على جسر القرم يندرج ضمن مبررات تفعيل العقيدة النووية الروسية قائلا "لا، إنها صيغة خاطئة تماما للسؤال" بحسب ما نقلت قناة روسيا اليوم. وفي 21 سبتمبر الماضي، وجّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تهديدا مستترا باستخدام الأسلحة النووية، وأعلن تعبئة جنود الاحتياط بعد تقدم ميداني حققه الجيش الأوكراني. من جهة أخرى، تحدث المستشار الألماني أولاف شولتز هاتفيا إلى الرئيس الأميركي جو بايدن أمس الأحد واتفقا على أن التهديدات النووية الأحدث الصادرة عن الكرملين "غير مسؤولة" وأن قرار روسيا بالتعبئة الجزئية "خطأ فادح"، بحسب بيان للحكومة الألمانية. وأضافت الحكومة الألمانية في البيان أن الاتصال الهاتفي الذي استمر نحو ساعة ركز على الاستعدادات الجارية لاجتماعات دول مجموعة السبع ومجموعة العشرين المقبلة التي ستتناول "الغزو الروسي لأوكرانيا وعواقبه". وذكر البيان أن الزعيمين اتفقا على عدم القبول نهائيا بضم روسيا للأراضي الأوكرانية، واصفين ذلك بأنه تصعيد إضافي. واتفقا كذلك على أن إعلان التعبئة الجزئية أظهر "الثمن المرير" الذي يتعين على الروس دفعه بسبب حسابات الرئيس فلاديمير بوتين الخاطئة. وفيما يتعلق بمسألة الهجمات على خطي أنابيب نورد ستريم، أكد الزعيمان ضرورة التعامل بحسم مع أي تخريب للبنية التحتية الحيوية.