تتواصل معاناة ساكنة مدينة تيفلت مع مطرح عشوائي للنفايات يقع بغابة "القريعات"، حيث تتفاقم الأضرار البيئية والصحية جراء هذا الوضع المستمر منذ سنوات، في ظل "التقاعس" عن تنفيذ اتفاقية أبرمت بين وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة وجماعة تيفلت، تهدف إلى تهيئة وإغلاق المطرح الحالي وترحيل نفاياته. وأكد المستشار الجماعي عن حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي بجماعة تيفلت، عز العرب حلمي، في تصريح ل "العمق" أن ساكنة تيفلت تعيش منذ سنوات في ظل أزمة بيئية خانقة بسبب المطرح العشوائي للنفايات بغابة "القريعات"، حيث يتسبب حرق أطنان من النفايات يومياً في تلوث الهواء والماء وتضرر الغطاء النباتي، مما يهدد صحة المواطنين ويؤثر سلباً على جودة الحياة. وفي معرض ردها على مراسلة من المستشار الجماعي عز العرب حلمي، أكدت وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة أنها أبرمت اتفاقية شراكة مع عمالة إقليمالخميسات وجماعتي تيفلتوالخميسات، تهدف إلى تأهيل مطرح "تاجموت" التابع لجماعة الخميسات، وتهيئة وإغلاق مطرح "القريعات" مع ترحيل نفايات مدينة تيفلت إلى مطرح "تاجموت". وأشارت الوزارة، في رد حصلت الجريدة على نسخة منه، إلى أن أشغال التأهيل بمطرح الخميسات قد انطلقت في شتنبر 2021. ومع ذلك، لم تعلن جماعة تيفلت، وفقاً لحلمي، بعد عن طلب العروض الخاص بتأهيل مطرح القريعات، على الرغم من مرور أكثر من عامين على توصيات الوزارة بضرورة الإسراع في تنفيذ هذا المشروع. وفي هذا السياق، كشف المستشار للجريدة أن الجماعة المحلية لم تبذل أي جهود جدية لحل مشكلة المطرح العشوائي، مشيراً إلى أن هذا الوضع يعكس غياب الإرادة السياسية لدى الجماعة لحل هذه الأزمة التي تهدد صحة وسلامة المواطنين. وفي مراسلة ثانية وجهها المستشار الجماعي للوزارة المعنية، أعرب عن قلقه إزاء تأخر تنفيذ مشروع تأهيل مطرح القريعات، مؤكداً أن الوضع البيئي والصحي بالمدينة يزداد سوءًا يوماً بعد يوم. وأوضح أن روائح الحرق العشوائي للنفايات تؤثر بشكل مباشر على صحة المواطنين، حيث ارتفعت حالات التوجه إلى المستشفى بسبب الاختناق وتفاقم حالات مرضى الجهاز التنفسي. وأضاف أن هذا الوضع يمثل انتهاكاً للقانون 28.00 المتعلق بتدبير النفايات والتخلص منها. وفي خطوة لتسليط الضوء على هذا الملف البيئي، وجهت النائبة البرلمانية فاطمة التامني، عن حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، سؤالاً كتابياً لوزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة حول الوضع البيئي بمدينة تيفلت. وأكدت الوزيرة ليلى بنعلي في جوابها أن الوزارة ساهمت بمبلغ 15 مليون درهم في إطار البرنامج الوطني لتدبير النفايات المنزلية لإقليمالخميسات، بهدف إحداث مركز إقليمي لطمر وتثمين النفايات. كما أشارت إلى تخصيص مبلغ 9 ملايين درهم لتهيئة وإغلاق مطرح القريعات، مؤكدة على ضرورة تسريع وتيرة انطلاق الأشغال. ورغم كل هذه الجهود المعلنة، أشار حلمي إلى أن الوضع في غابة القريعات لم يتغير، حيث يطالب سكان تيفلت بتحرك عاجل من الجهات المعنية لوضع حد لهذه الكارثة البيئية التي تهدد صحتهم وحياتهم اليومية.