لم تشفع النداءات المتكررة لساكنة مدينة تيفلت إلى كل الجهات المعنية بالمدينة لوضع جد لمشكلة التلوث البيئي الذي يسببه المطرح العشوائي الذي أحدث منذ سنوات بغابة "لقريعات" التي لا تبعد عن مدينة تيفلت سوى بحوالي 5 كيلومترات ومساحتها الإجمالية 750 هكتار. وقال متضررون في تصريحات لجريدة "العمق" إنهم يعيشون معاناة يومية منذ سنوات نتيجة توالي عمليات حرق النفايات والتصاعد اليومي للأدخنة، مما يتسبب لهم في اختناقات وأمراض تنفسية خطيرة، لا سيما وسط الأطفال، خصوصا وأن مساكنهم لا تبعد كثيرا عن المطرح. وأوضح المتضررون أنهم سلكوا جميع الطرق لرفع هذا الحيف الذي يطالهم، وأخرها وقفة احتجاجية أمام مقر جماعة تيفلت التي يترأسها عبد الصمد عرشان، أول أمس الجمعة، دون أن تجد مطالبهم آذانا صاغية. وفي نفس السياق اعتبر حمزة زهدي، وهو أحد المتضررين، إحداث مطرح نفايات عشوائي بالغابة دون مراعاة أضرارها على الساكنة، يُعد اعتداء على حقوق المواطنين في العيش في بيئة نظيفة، مضيفا أن هيئات جمعوية بالمنطقة سبق لها أن راسلت مسؤولين بالمدينة، لكن دون جدوى، وفق تعبيره. وأشارت عريضة الكترونية وقعها حوالي 300 شخص على موقع change.org إلى معاناة الساكنة من دخان حرق النفايات بمطرح الأزبال المتواجد على بعد كيلومترات قليلة من المدينة وأمتار قليلة من غابة القريعات. وأوضحت العريضة أن حرق الأزبال بالمطرح المذكور مساء كل يوم، يجلب سحابة من الدخان الأسود الذي بات يهدد الساكنة بأمراض الجهاز التنفسي، وينشر الروائح الكريهة والتلوث الذي يعم أحياء المدينة خصوصا إذا صادف هبوب الرياح، وفق ما جاء في نص العريضة. وقال المصدر ذاته إنه رغم الشكايات المتكررة لعموم ساكنة تيفلت المتضررة من هذا المطرح، فإن المسؤولين المنتخبين لم يضعوا ضمن أولوياتهم مشروعا عصريا لمعالجة النفايات بالمدينة، والتي بات وضعها كارثيا بكل المقاييس على مستوى النظافة، والسلامة الطرقية، والباعة المتجولين. فضلا عن انتشار مطارح النفايات العشوائية في كل أرجاء المدينة؛ مما يطرح أكثر من علامة استفهام حول سوء تدبير ملفات حساسة تهم الشأن العام بالمدينة وفي مقدمتها مطرح النفايات، على حد تعبير العريضة. وقبل سنوات، أصدرت مؤسسة زمور للتنمية المستدامة بيانا نددت فيه باستعمال غابة "لقريعات" كمطرح عشوائي للنفايات منذ سنوات، معتبرة ذلك تهديدا لهذه الغابة التي تعد المتنفس الوحيد للمدينة فضلا عما تخلفه من أضرار بالغة ومتعددة على الفرشة المائية والثروة الحيوانية وجودة الهواء المتنفس وانتشار الأمراض جراء عملية استغلال الغابة كمطرح. وذكرت مؤسسة زمور للتنمية المستدامة، أن المطرح الذي يتواجد بالغابة التي تحتوي أشجارا من نوع الأوكاليبتيس، يستقبل مئات الأطنان من النفايات المنزلية يوميا، من بلدية مدينة تيفلت، إضافة إلى نفايات جماعتي سيدي علال البحراوي وسيدي عبد الرزاق. ودعت المؤسسة المذكورة جميع الفاعلين بالإقليم إلى التحرك من أجل وضع حل لهذا المشكل البيئي والتسريع بإنشاء مطارح منظمة تستجيب للمواصفات المعمول بها في هذا المجال وتبني مقاربة تشاركية في هذا الموضوع و العمل فيما بعد على إعادة تهيئة هذا الملك الغابوي وجبر الضرر للساكنة.