انتفض، مرة أخرى، عشرات المواطنين من قاطني الأحياء والمساكن المجاورة لمطرح النفايات العشوائي بمدينة العيون الشرقية، في وقفة احتجاجية نفذوها، بداية الأسبوع الجاري ومنعوا الشاحنات من تفريغ حمولاتها من الأزبال، ونددوا بالكارثة البيئية التي يتعرض لها محيطهم وطالبوا بوضع حد لمعاناتهم نتيجة وضعية المطرح العمومي . ويتعرض السكان خاصة منهم سكان أحياء الكاريان وطريق جرادة وتجزئة الأندلس وتجزئة القدس وحي التقدم ...، هذه الأيام إلى كارثة صحية وبيئية خطيرة نتيجة أضرار تلوث الهواء والأجواء، بسبب الأدخنة المحملة بالغازات السامة المضرة بالصحة المنبعثة من حرائق النفايات وتحلل الأزبال واختمار السوائل المتخلص منها التي تزيدها الأمطار تعفنا وتسمما بالمطرح العشوائي للنفايات المتواجد بمنطقة "سيدي محمد الصالح" شرق المدينة داخل المجال الحضري . واشتكى السكان المتضررون من الأدخنة المنبعثة من المطرح البلدي التي تسمم مساء كل يوم، هواءهم وفضاءات أحيائهم، جراء عملية الحرق التي تتم فيها، وتؤذي الأطفال والشيوخ والمصابين بالأمراض المزمنة مثل الربو، تصل أضرارها إلى مناطق أخرى من المدينة كأحياء الكاريان والجولان وطريق جرادة ... وتحوّل المطرح البلدي غير المسيج، والمناطق المحاذية له، والواقع وسط إحدى الغابات بمحيط المدينة التي فقدت أشجارها، إلى إسطبل مفتوح على الهواء الطلق يقصده الرعاة بقطعان الأغنام، كما تقصده الحيوانات الضالة من شتى الأصناف، تقتات على كل أنواع الأزبال السامة والمتخثرة من القاذورات والنفايات وبقايا الخضروات والفواكه الفاسدة وبقايا المواد المتعفنة ومخلفات المنازل، إضافة إلى الأكياس البلاستيكية المتناثرة والمياه النتنة والأدخنة المتصاعدة. وفي ظل تجاهل وضع هذا المطرح منذ سنوات تضرر المحيط البيئي والغابة المجاورة بشكل فظيع، ووصلت الأضرار إلى الحيوانات بعد أن تم تسجيل نفوق بعض رؤوس الأغنام وتشهد على ذلك الجثث المؤثثة لهذا المطرح دون الحديث عن الأخطار التي قد تشكلها على صحة المستهلك للحومها أو أمراض الأطفال التي يسببها حليب الحيوانات المصابة. وقد سبق للسكان أن تقدموا عبر مراسلات وشكايات متعددة إلى السلطات المحلية بالمدينة والمجلس البلدي من أجل نقل المطرح البلدي إلى مكان آخر بعيد عن التجمعات السكنية، إلا أن الحالة بقيت على ماهي عليه دون تحرك الجهات التي عليها واجب الحفاظ على بيئة سليمة تطبيقا لقانون البيئة-قانون رقم 13.03 المتعلق بمكافحة تلوث الهواء. وجدد المواطنون مطالبهم بإلحاح شديد إلى السلطات المحلية وممثليهم بالمجلس البلدي ليتحملوا مسؤوليتهم والعمل من أجل نقل هذا المطرح العشوائي بعيدا عن تجمعاتهم السكنية والامتناع عن حرق النفايات والأزبال كحل للتخلص منها، باعتباره إجراء غير قانوني واتخاذ كل الإجراءات الكفيلة بحفظ الصحة العامة وضمان حق المواطنين في استنشاق هواء نقي وصحي.