انتفض سكان مدينة العيون الشرقية، صباح أمس الثلاثاء، مستعملين جميع وسائل الاحتجاج والاستنكار والتنديد، بما في ذلك صفحات شبكة التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، نتيجة الكارثة البيئية التي تهدد صحتهم ومحيطهم دون أن يحرك المسؤولون ساكنا، سواء السلطات المحلية أو المنتخبة. ويتعرض السكان، خاصة في أحياء الكاريان وطريق جرادة وتجزئة الأندلس وتجزئة القدس وحي التقدم، إلى كارثة صحية وبيئية خطيرة نتيجة أضرار تلوث الهواء والأجواء بسبب الأدخنة المحملة بالغازات السامة المضرة بالصحة المنبعثة من حرائق النفايات وتحلل الأزبال واختمار السوائل المتخلص منها التي تزيدها الأمطار تعفنا وتسمما بالمطرح العشوائي بمنطقة «سيدي محمد الصالح» شرق المدينة. وتحوّل المطرح البلدي غير المسيج، والمناطق المحاذية له، والواقع وسط إحدى الغابات بمحيط المدينة، إلى إسطبل مفتوح على الهواء الطلق يقصده الرعاة بقطعان الأغنام، كما تقصده الحيوانات الضالة من شتى الأصناف، تقتات على بقايا الخضروات والفواكه الفاسدة وبقايا المواد المتعفنة ومخلفات المنازل، إضافة إلى الأكياس البلاستيكية المتناثرة والمياه النتنة والأدخنة المتصاعدة. وفي ظل تجاهل وضع هذا المطرح منذ سنوات تضرر المحيط البيئي والغابة المجاورة بشكل فظيع، ووصلت الأضرار إلى الحيوانات بعد أن تم سجيل نفوق بعض رؤوس الأغنام، تشهد على ذلك جثثها المؤثثة لهذا المطرح، دون الحديث عن الأخطار التي قد تشكلها على صحة المستهلك للحومها أو أمراض الأطفال التي يسببها حليب الحيوانات المصابة. وقد سبق للسكان أن قدموا مراسلات وشكايات متعددة إلى السلطات المحلية بالمدينة والمجلس البلدي من أجل المطالبة بنقل المطرح البلدي إلى مكان آخر بعيد عن التجمعات السكنية، إلا أن الحالة بقيت على ما هي عليه دون تحرك ملموس من هذه الجهات التي عليها واجب الحفاظ على بيئة سليمة. وجدد المواطنون مطالبة السلطات المحلية وممثليهم بالمجلس البلدي ليتحملوا مسؤوليتهم، والعمل على نقل هذا المطرح العشوائي بعيدا عن تجمعاتهم السكنية والامتناع عن حرق النفايات والأزبال كحل للتخلص منها، باعتباره إجراء غير قانوني واتخاذ كل الإجراءات الكفيلة بحفظ الصحة العامة وضمان حق المواطنين في استنشاق هواء نقي وصحي.