في عز ربيع مارس من سنة 2015، أينع المشهد الحزبي في بلجيكا، بتقليد سيدة مغربية رئيسة لحزب الخضر في بلجيكا، معلنا بذلك، عن أول امرأة مغربية، وعربية مسلمة، تستطيع الظفر برئاسة حزب سياسي في التاريخ الحزبي لهذا البلد الأوروبي، بينما لم تكن، حينها، تبلغ سن الأربعين بعد. حينها، اعتبرت زكية الخطابي، المنحدرة من أسرة ريفية اختارت العيش في بلجيكا، في تصريحات إعلامية، أن فوزها إنما هو مؤشر إيجابي بالنسبة للنساء، وخصوصا في العالم العربي، معتبرة بأن المكانة التي وصلت إليها أمر طبيعي في المجتمع البلجيكي، بل اعتاده الناس هناك، كما قالت. أما عن حزبها، الذي صارت تقوده، حزب الخضر البلجيكي المعارض، فإن ما يحسب له، تصرح زكية، أن مناضليه، "لا ينظرون إلى أصولك، ولكن يهتمون بمن هو الشخص الذي يصلح للقيادة، وماذا يستطيع أن يفعل ويحقق على المستوى السياسي؟". المسار فازت النائبة الفيدرالية البلجيكية المغربية زكية الخطابي التي تنحدر من منطقة الريف، أمس الأحد بالرئاسة المشتركة لحزب "إيكولو" البلجيكي، لتصبح بذلك أول مواطنة بلجيكية من أصول مغربية تتولى قيادة تشكيلة سياسية ببلجيكا. وحاز الثنائي الخطابي وديبرييز على 654 صوتا، أي ما يمثل نسبة 60 في المئة من إجمالي الأصوات ليفوز بذلك بمنصب رئاسة الحزب دون الحاجة للجوء إلى الدور الثاني. وانتخبت الخطابي (39 عاما) للمرة الأولى كنائبة برلمانية في 2009 بمنطقة بروكسيل، وانضمت غلى مجموعة نواب بروكسيل ببرلمان فيدرالية والوني بروكسيل وعينت بمجلس الشيوخ حيث برزت بشكل سريع كأحد أبرز رموز المعارضة. من العمل الاجتماعي إلى قيادة حزب معارض تشترك زكية الخطابي، الحاصلة على الإجازة في العمل الاجتماعي من الجامعة الحرة لبروكسيل، رئاسة الحزب، مع "باتريك دوبريز"، وفقا لقوانين الحزب الذي يشترط وجود رجل وامرأة في هذا المنصب، بعد أن نالت ثقة أعضاء الحزب في قدراتها، وحظيت بأصوات وازنة، في مفارقة وجود تيارات متطرفة داخل المجتمع البلجيكي، يعاني من "لسعاتها" أبناء الجالية العربية والإسلامية من اتهامات مسبقة، حول حملهم للفكر المتشدد وميولهم إلى العنف. فيما رأى أبناء الجالية المغربية في بلجيكا فوز زكية، مثالا جديدا على الاندماج في المجتمع والقدرة على إثبات الذات. لكن فرحة الفوز بمنصب رئاسة حزب بلجيكي، لا يخفي من كون أن أمام زكية مهام شاقة و"ثقيلة" تنتظرها، وهي العمل على إخراج الحزب من الأزمة التي يتخبط فيها، عقب النتائج المخيبة التي حققها في انتخابات 2014 وأدت إلى استقالة الرئاسة السابقة للحزب. تعددت اهتمامات زكية الخطابي بين قضايا الحق في اللجوء والوضع القانوني للمحتجزين والإعانات الغذائية والعدالة، كما خاضت معركة ضد توسيع المعاملات المالية في المجال الجنائي. وشقت المستشارة الجماعية الخطابي، التي ولدت ببلدية سان جوس ببروكسيل، مسارها بالوظيفة العمومية وبمركز المساواة في الفرص وبالسياسة العلمية الفيدرالية. كما كانت تنشط برابطة حقوق الإنسان قبل ولوجها لعالم السياسة. والسيدة الخطابي رئيسة مجموعة الخضر من خريجي الجامعة الحرة ببروكسيل. زكية ترفض الشرطة المغربية في بلجيكا ما فتئت زعيمة حزب الخضر البلجيكي، زكية الخطابي، تعبر عن مواقفها تجاه لجوء الحكومة البلجيكية إلى خدمات الشرطة المغربية في مجال مكافحة التطرف، معتبرة إياها "وصمة عار واعترافا بالفشل من قبل الحكومة البلجيكية". وحسب ما نقلته تصريحات إعلامية، فإن الخطابي، كانت دائما تعبر عن استهجانها و"رفضها القاطع" لقرار كانت قد اتخذته الدولة البلجيكية يتعلق بالاستعانة السنة المقبلة بعناصر من الشرطة المغربية لتأمين بضع أحياء في كل من "بروكسيل" و"أنتويرب"، التي يقطنها بعض الإسلاميين المتشددين أو المرشحين للالتحاق بالتنظيمات "الإرهابية". وزكية الخطابي، بصفتها كنائبة في البرلمان الفدرالي، كانت قد تساءلت عن الإشارة التي ترغب الحكومة في إرسالها إلى الشرطة البلجيكية، من خلال هذه الخطوة التي تعد بمثابة "اعتراف بالعجز وانعدام الكفاءة في المجال"، وترى، بأن كل "ما نطلبه منذ سنوات، هو تأمين أحياء بروكسيل من قبل عناصر شرطة تنحدر من المدينة ذاتها، إذ أننا كنا نرفض الاستعانة بشرطة "فلاندرز" أو "والونيا"، لتفاجئنا الحكومة بمشروع توظيف عناصر من الشرطة المغربية".