اجتماع آخر من المرقب أن يعقد بين "اللجنة الثلاثية الوزارية" و"النقابات التعليمية" يومه الأربعاء 6 دجنبر الجاري، يخصص لدراسة كل المقترحات المتعلقة بما وصف "تحسين دخل " نساء ورجال التعليم، على أساس أن تدخل حيز التنفيذ، ابتداء من سنة 2024، حسب ما خلص إليه اللقاء الأخير المنعقد يوم الخميس 30 من شهر نونبر المنصرم؛ وهذه الجولة التفاوضية، ستكون على شاكلة جولة "التاي بريك" بلغة كرة المضرب، لما يمكن أن تشكله من دور في حسم معركة النضال، والدفع في اتجاه عودة الأساتذة إلى الأقسام بعد العطلة البينية، لاستدراك ما يمكن استدراكه، على بعد أسابيع قليلة من نهاية أطوار الدورة الأولى، لكن بلوغ هذا المقصد والمسعى، لن يتحقق، ما لم يكن العرض الحكومي الذي سيحمله الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، يليق بما تتطلع إليه الشغيلة التعليمية، من ارتقاء مادي ومعنوي، بعد سنوات عجاف من التفقير والتجويع والإقصاء الممنهج؛ وإذا وصفنا هذه الجولة التفاوضية الحاسمة، بالتاي بريك، فهذا ليس معناه، أننا أمام معركة لكسر العظام، خاضعة لمنطق الربح والخسارة أو الانتصار والاندحار، لأن الخاسر هو "المدرسة العمومية" والمندحر الأكبر هو "الوطن"، وعليه، فليس من خيار أمام الحكومة، سوى التحلي بما يلزم من العقل والحكمة والتبصر، وتقدير التداعيات المحتملة، لأي فشل في الخروج من عنق زجاجة الحراك التعليمي الجاري، على مستقبل السنة الدراسية وخاصة على الرأسمال الأمني، في سياق اجتماعي صعب وشاق، وذلك، عبر الاجتهاد في تقديم الحلول المبدعة والمبتكرة، التي من شأنها إقناع الأساتذة بالعودة إلى الأقسام؛ وفي هذا الإطار، وبقدر ما نثمن جنوح سفينة الحكومة إلى بر الحوار والتفاوض، بعد ممانعة امتدت لأسابيع، بقدر ما نأمل كشغيلة تعليمية، الإفراج هذا الأسبوع، عن قرارات حاسمة وعلى رأسها الرفع من الأجور والتعويضات، بعيدا عن منهجية "المماطلة" و"تمديد الحوارات إلى ما لا نهاية له"، لأن أي" تماطل" أو "تمديد"، معناه، تمديد الأزمة وتوسيع دائرة الاحتقان؛ ونأمل في خاتمة المقال، أن تعبر الحكومة عن جديتها وحسن نيتها، في إنهاء الأزمة التعليمية المستشرية منذ شهرين، باتخاذ قرارات شجاعة، تحمل معها "الكرامة" الضائعة، التي تبحث عنها الشغيلة التعليمية، بعيدا عن أية حسابات سياسوية ضيقة أو هواجس مالية ومحاسباتية، ليس فقط، لأن المعلم هو المدخل الأساس لأية نهضة تربوية وتنموية مأمولة، ولكن أيضا، لأن فاتورة الجهل أقسى وأثقل، على البلاد والعباد...؛ ونأمل ثانيا، أن يتحلى نساء ورجال التعليم، بما تفرضه هذه المرحلة النضالية المفصلية، من تعقل ورصانة ونضج وثبات، وأن يجيدوا تدبير المعركة النضالية الشاقة، بحكمة وموضوعية وبعد نظر، بعيدا عن خطاب التهور والمجازفة والتحدي "غير محسوب العواقب"، أما النقابات التعليمية، فأمامها امتحان الفرصة الأخيرة، ونجاحها من عدمه، يبقى رهينا بما ستحققه من حقوق ومطالب لفائدة الشغيلة التعليمية، وفي المجمل "عند الامتحان يعز المرؤ أو يهان"...، عسى أن نكون جميها، في مستوى هذا الامتحان الشاق، من أجل الوطن، الذي نتمنى أن يكون على الدوام، وطنا آمنا ومستقرا ومزهرا وبهيا...