تظاهرت، الأحد، بمنطقة رأس أومليل التابعة لإقليم كلميم، قرابة 32 قبيلة صحراوية تقطن على طول الشريط الرابط بين امحاميد الغزلان والكركرات، وذلك احتجاجا على انتزاع إدارة الأملاك المخزنية لأراضيها وتحفيظها، معتبرين الأمر تجاوزا من الأملاك المخزنية لا يجب السكوت عنه. وفي هذا الإطار، أشار مولود بوکاش رئيس اللجنة التنظيمية في كلمته ألقاها خلال هذه الوقفة الاحتجاجية أن "هذه الأرض توارثتها القبائل عن الآباء والأجداد وتعاقبت على ذلك الاستعمار البريطاني والبرتغالي والإسباني والفرنسي، وها هي كل الآثار والمقابر تثبت قوة دلائل قبيلة أيت لحسن في ملكية أراضيها دون قيد أو شرط". وأورد المتحدث ذاته، أن احتجاج القبائل الصحراوية اليوم هو "ضد كل محاولات نهب أراضي قبيلة آیت الحسن أينما تواجدت من وادنون إلى واد الذهب مرورا بواد الساقية الحمراء من طرف إدارة الأملاك المخزنية، ونرفض بشدة التقسيم السادس بقرار من وزير الداخلية رقم 1517.22 بهدف تقزيم المجال الترابي لجماعة رأس أمليل وتوزيعه على الجماعات المجاورة لها دون مبرر قانوني أو عرفي". وفي سياق متصل ندد رئيس اللجنة المنظمة للوقفة الاحتجاجية المذكورة، بكافة أشكال التهميش الممنهج التي تعانيها جماعة رأس أمليل، وفي مقدمتها محاولات تهجير ساكنتها بإقصائها من البرامج التنموية الكفيلة بخلق فرص الشغل. من جهتها انتقدت المتظاهرة غلوها منت عبد السلام "صمت مجموعة من المنتخبين وشيوخ القبائل وتقاعسهم عن الدفاع عن هذه الأراضي، التي تعتبر أمانة تركها الآباء والأجداد وتستوجب الحفاظ عليها وعدم التنازل عن أي شبر منها، باعتبار الأرض خط أحمر من الوجب التصدي لكل من يحاول تجاوزه". وأبدت المتحدثة نفسها، استغرابها من الغياب غير المفهوم للمنتخبين الصحراويين خاصة فيما يتعلق بأدوارهم الأساسية في الدفاع عن حقوق ومكتسبات المواطنين، الذين لم يبخلوا عليهم بأصواتهم خلال الانتخابات التشريعية والمحلية في مختلف الأقاليم الصحراوية. جدير بالذكر أن الأملاك المخزنية قامت في الفترة الأخيرة بعملية انتزاع واسعة لأراضي تابعة لمجموعة من القبائل الصحراوية بجهات كلميم، العيون والداخلة، وقامت بتحفيظها بهدف توفير الأرض لتشييد استثمارات في مجال الطاقات المتجددة وغيره من المجالات الاقتصادية.