نبه مربو الدواجن إلى أن الانخفاض الذي عرفته أسعار لحوم الدجاج مؤخرا يأتي على حساب المربين الصغار ويكبدهم خسائر فادحة، في الوقت الذي يستفيد فيه منتجو أعلاف الدواجن من الدعم و"يحققون أرباحا كبيرة". وقال رئيس الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم، محمد أعبود، إنهم لم يلمسوا أي أثر لأي إجراءات حكومة قصد التحكم في تداعيات ارتفاع أثمان المدخلات الفلاحية والأعلاف على الصعيد الدولي. وقال المتحدث، في تصريح لجريدة "العمق"، إن الفيدرالية البيمهنية لقطاع تربية الدواجن "التي تضم منتجي الأعلاف والكتاكيت، هي السبب في انخفاض الأسعار"، وذلك على حساب المربين الصغار. وتابع مفسرا "يتم التحكم في الأسعار عن طريق التلاعب في إنتاج الكتاكيت، فعندما يتم إنتاج أعداد كبيرة منها، يرتفع العرض ويفوق الطلب وتنهار الأسعار، وهو ما يدفع بعدد من المربين الصغار إلى حافة الإفلاس". وتوقع أعبود أن تعود أسعار الدجاج إلى الارتفاع مجددا بعد إفلاس عدد من المربين الصغار أو توقفهم عن الإنتاج مخافة المزيد من الخسائر، "وهنا سيستغل منتجو الأعلاف هذا الانسحاب ويسيخفضون من إنتاج الكتاكيب، بعدها سيبيعون الدجاج الذي يتم إنتاج بأسعار مرتفعة". وأضاف أعبود أن كلفة الكليوغرام الواحد من الدجاج بالنسبة للمربين الصغار تصل إلى 16 درهما، ما يعني تكبدهم خسائر ب5 دراهم على الأقل للكيلوغرام الواحد في ظل أسعار البيع الحالية. وانتقد "استفراد" كبار الشركات بالدعم، "فإعفاء الأعلاف المستوردة من الضريبة على القيمة المضافة لم يستفد منه سوى منتجي الأعلاف، الذين يعيدون بيع هذه الأعلاف للمربين الصغار بأسعار مرتفعة، رغم انخفاض أسعارها في السوق الدولية". "ففي الوقت يفترض فيه أن تباع الأعلاف ب3 دراهم للكيلوغرام الواحد، تبيعها هذه الشركات ب5.5 دراهم"، يقول أعبود "هذا الوضع كبدنا خسائر كبيرة لكنه مكن منتجي الأعلاف الذين ينتجون الدجاج في الوقت ذاته من مراكمة أرباح كبيرة". وأشار إلى أن مثل هذه الحالة وقعت لأول مرة في 2011 عندما بيع الدجاج بأقل من كلفة إنتاجه، وذلك بسبب الفائض في إنتاج الكتاكيت، موضحا أن غلاء الأعلاف وغياب أماكن التسويق والحفظ، لأن الدجاج منتوج سريع التلف، من أبرز الأسباب. وحذر أعبود من حدوث ما وصفها ب"إبادة جماعية" للمربين الصغار، في إشارة إلى دفعهم للإفلاس، قائلا إن هناك عشرة آلاف مربي، والقطاع يشغل نصف مليون شخص