أجلت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بمراكش، في أولى جلسات محاكمة المدير التجاري لشركة بريستيجيا، التابعة لمجموعة الضحى العقارية، رفقة موثق من مدينة مراكش، إلى 14 مارس القادم. وجاء قرار استئنافية مراكش، من أجل إعطاء مهلة لإعداد الدفاع، وذلك على خلفية قضية النصب التي تفجرت بالمدينة الحمراء، بعد تورط المدير التجاري ل"بريستيجيا"، في النصب على مواطنين في أزيد من 5 ملايير سنتيم، وفق ما تم تداوله إلى حدود الآن. وفي تعليق على الواقعة، قال الناشط الحقوقي بمدينة مراكش، محمد الهروالي، إن متابعة المسؤول التجاري المذكور جنائيا، لا يخلي عن الشركة مسؤوليتها المدنية من الأفعال الجرمية التي أتاها الفاعل الأصلي. وأوضح محمد الهروالي، أن المسؤولية تقع على الشركة أيضا، عملا بأحكام المادة 85 من قانون الالتزامات والعقود، الذي ينص على أن المخدومون ومن يكلفون غيرهم برعاية مصالحهم يسألون عن الضرر الذي يحدثه خدامهم في أداء الوظائف التي شغلوهم فيها ولا تسقط عنهم المسؤولية إلا إذا لم يتمكنوا من منع وقوع الفعل الذي أدى إليها. وتابع منسق المرصد الجهوي لحماية المال العام ومحاربة الرشوة بجهة مراكشآسفي أن الحال في هذه الواقعة، أن هذه الشركة "تغاضت" عن استخلاص الفاعل الأصلي للجرم، لمبالغ التسبيقات من يد الضحايا طيلة مدة من الزمن، بل وفرت له الظروف الملائمة من مكتب البيع والعلامة التجارية والموظفين الذين يعملون تحت إمرته والمطبوعات والوصولات الحاملة لتوقيع الشركة وتوقيع مسؤولها القانوني. واسترسل أنه كل هذه الوقائع، "ساهمت في تسهيل عملية النصب على الضحايا"، موردا أنه "لولا ثقة هؤلاء في الشركة البائعة لما اضطروا للتعاقد مع الفاعل الأصلي المتابع في حالة اعتقال". واعتبر الهروالي، أن "المسؤولية التقصيرية والتعاقدية ثابتة في هذه النازلة"، ويتعين على الشركة في هذا الموقف، إما بتنفيذ ما تم التعاقد بخصوصه، أو إرجاع المبالغ المستخلصة مع التعويض عن الأضرار المترتبة عن ذلك. جدير بالذكر أن النيابة العامة تابعت المدير التجاري لشركة "بريستيجيا" بتهمة "المشاركة في التزوير في وثائق رسمية لإثبات صحة وقائع يعلم أنها غير صحيحة، وإثبات وقائع على أنها اعتراف بما لديه وحدث أمامه، مع جنحة التزوير في محرر عرفي، والتزوير في وصلات والنصب وخيانة الأمانة". وتوبع رفقة المدير التجاري، في حالة اعتقال أيضا، موثق بمدينة مراكش، تورط مع في عملية النصب التي تجاوزت 5 ملايير سنتيم وفق المعطيات المتوفرة لحدود الساعة، وبنفس التهم، إضافة إلى "تهمة التزوير". وحسب المعطيات التي توصلت بها جريدة "العمق" حينها من مصادرها الخاصة، فإن المسؤول التجاري، اختفى عن الأنظار، بعد عدة محاولات للوصول إليه من طرف الضحايا، مما أثار لديهم تساؤلات عن أسباب غيابه عن مقر البيع الخاص بالشركة، وعدم رده على الهاتف الخاص به، ليتوصلوا بعد عمليات البحث بأخبار تفيد أنه هاجر إلى كندا. وأوضحت مصادر الجريدة أن المسؤول التجاري، كان يسلم زبناء الشركة المعروفة، وصولات تحمل المبالغ المالية المسبقة لحجز الفيلات أو الشقق العالية الجودة، الموجودة بأحد المناطق المعروفة بمدينة مراكش، وهذا الوضع جعل الشركة في مواجهة مباشرة مع الزبائن، لأنهم سلكوا الطرق القانونية لاقتناء عقاراتهم. واشتبه الضحايا في وجود تنسيق بين المسؤول التجاري وموثقة بمدينة مراكش، كونها غابت كذلك عن الأنظار، بعد تحصيلها مبالغ مالية مهمة، ومن ضحايا آخرين، في مشاريع أخرى. وقدرت المصادر ذاتها، إن المبلغ الذي استولى عليه المسؤول التجاري المذكور، بأنه يفوق 5 مليار سنتيم لحدود الساعة، ومرشح لأن يرتفع، في حالة ظهر ضحايا آخرون. ووفق ذات المعطيات، فإن المدير العام للمجموعة السكنية المذكورة، حلَّ أمس الإثنين بمدينة مراكش، وعقد اجتماعا عاجلا مع عدة مسؤولين جهويين بالشركة، وذلك من أجل احتواء المشكل، وسط أخبار تفيد بأن بيانا توضيحا للرأي العام، سيصدر في الساعات القادمة، لتوضيح تفاصيل الواقعة. هذا وحاولت جريدة "العمق" الوصول إلى رأي الشركة المذكورة، كون المسؤول التجاري، أجير رسمي لديها، وقام بعملية النصب داخل مكاتبها، إلا أنها لم تتمكن من ذلك.