إن الانجاز التاريخي الذي حققه المنتخب المغربي لكرة القدم طوال المونديال كان فيه أمل وطموح وترقب، هذا الطموح الذي أنهاه منتخبنا الوطني في مساره طيلة رحلته في المونديال العالمي باحتلال المركز الرابع، فهنيئا للمغاربة بهذا الإنجاز التاريخي للمغرب والعرب ككل وافريقيا. وأظهرت دراسة أجراها مركز بحوث تابع لجامعة بروكسل الحرة أن مباريات كرة القدم تحولت خلال عدة سنوات من ظاهرة رياضية إلى مساحة للتعرف على الهوية الوطنية لبلد ما، وذلك بدءاً من بلدان أمريكا الجنوبية حتى ايطاليا مروراً بإيران وبلجيكا. وتشير الدراسة التي تمت على مدى سنتين وعكف على إنجازها 15 باحثا جامعيا إلى أن كرة القدم ليست مجرد لعبة رياضية تنطوي على الربح والخسارة بل باتت واجهة تقف خلفها الكثير من التحديات السياسية والاقتصادية والمالية، وأوضح الباحث جان ميشيل دووايل احد المشرفين على الدراسة أن التعاطف مع أي فريق يلعب دوراً إيجابياً في تحسين صورة بلاده على المستوى الدولي وأعطى مثالا على ذلك بأنه "عندما تتغلب ايسلندا على انكلترا فهذه ليست هزيمة رياضية فقط للفريق الإنكليزي. بل هناك مصالح اقتصادية ترتبط بشكل ما بالنتيجة وردود الفعل عليها . واثار الباحث الباحث "دووايل" نقطة أخرى وهي مسألة اندماج اللاعبين من أصول مهاجرة في الفرق الوطنية لكرة القدم "فهذا ينعش النقاش الداخلي حول مسألة مكانة المهاجرين في المجتمع كما نرى في فرنسا وسويسرا وألمانيا. وجاء في نص الدراسة أنه بسب الظروف السياسية الخاصة التي يعيشها العالم باتت مباريات كرة القدم فسحة من الوقت تستطيع الأمم خلالها النظر إلى نفسها وتقديمها للخارج مع الإشارة إلى أن الأمر ويرتبط بالنتائج الإيجابية التي يحققها فريق ما هذا وقد ازدهرت تجارة السلع التي تحمل الاعلام الوطنية وصورة لاعبي كرة القدم بكثرة في مختلف أنحاء العالم هذا بالإضافة إلى استخدام صور اعضاء فريق كرة القدم في أي بلد في صناعة الاعلانات ما يؤدي إلى تعامل الناس مع اللاعبين كأنهم نجوم حقيقيون. *طالب باحث في العلوم السياسية والعلاقة الدولية