تسببت الألغام التي نثرتها جبهة البوليساريو في فترة الحرب في مناطق عشوائية ومتفرقة في إصابة 388 ضحية، فارق 50 منهم الحياة بين مدنيين وعسكريين، فيما تمكنت فرق متخصصة من القوات المسلحة الملكية من تطهير آلاف الهكتارات وإزالة عدد مهم من الألغام المتبقية من مخلفات سنوات الحرب. وأكدت إدارة الدفاع الوطني أنه في الوقت الذي تملك خريطة دقيقة لمختلف الألغام التي وضعتها عناصر القوات المسلحة الملكية لتأمين الأراضي المغربية، ترفض جبهة البوليساريو التعاون مع البعثة الأممية وتمتنع عن تسليم خريطة الألغام التي زرعتها بمحاذاة التجمعات السكنية ومناطق الرعي ونقط المياه. وفي هذا الصدد، كشف الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، عبد اللطيف لوديي، في جواب على سؤال كتابي للمستشار البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة أحمد أدبدا شيخ، إن القوات المسلحة الملكية قامت منذ سنة 2007 إلى غاية متم أبريل الماضي، بإزالة 5117 لغم مضاد للأشخاص، و16907 لغم مضاد للآليات، و21708 دخيرة غير مفرقعة من مختلف العيارات. وأبرز أن القوات المسلحة الملكية قامت بإطلاق عملية واسعة النطاق من أجل تطهير المنطقة، عبر تجنيد 3 وحدات مدعمة تابعة للهندسة العسكرية، تسعى إلى تطهير المناطق الشاسعة الملوثة، مع إعطاء الأولوية للمناطق المأهولة ومناطق الرعي والآبار والمسالك غير المعبدة الرابطة بين التجمعات السكنية والمدن والمساحات المخصصة للمشاريع التنموية. وشدد لوديي على أن جهود التطهير تقوم بها الوحدات التابعة للقوات المسلحة الملكية بالاعتماد على إمكانياتها الذاتية ودون أي سند من أية جهة أخرى. وأوضح أن الألغام المتواجدة في الصحراء المغربية، تنقسم إلى قسمين، يتعلق الأول بألغام زرعت وفق المعايير العسكرية المتعارف عليها دوليا، قصد تدعيم الخطوط الدفاعية للوحدات، وتتوفر القوات المسلحة الملكية على مختلف خرائط هذه الحقول، مما يتيح إزالتها بمجرد التوصل إلى حل للنزاع المفتعل حول الوحدة الترابية المغربية. أما القسم الثاني من حقول الألغام، فهي الألغام التي "زرعتها عصابات المرتزقة بطريقة عشوائية، بمحاذاة التجمعات السكنية ومناطق الرعي ونقط المياه"، مضيفا "للأسف لا تتوفر القوات المسلحة الملكية على خرائط هذه الحقول، وعلى الرغم من كل الجهود التي بذلت عن طريق البعثة الأممية، المرابطة بالمنطقة، من أجل الحصول على بيانات في هذا الشأن، لم يجد هذا الطلب أي صدى لدى عصابات المرتزقة، مما يعقد عملية التطهير".