ذكرت وسائل إعلام إسبانية، أن رئيس الحكومة الإسبانية، "بيدرو سانشيز" سيتوجه إلى المغرب الخميس المقبل، استجابة لدعوة الملك محمد السادس. وأفادت صحيفة "لاراثون" الإسبانية نقلا عن مصادر دبلوماسية مغربية بأن الاجتماع المعلن بين ملك المغرب ورئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، سيعقد الخميس المقبل. وأوضحت "لاراثون" أن سانشيز سيتوجه إلى الرباط برفقة وزير الخارجية خوسيه مانويل البارس الذي ألغى زيارته المقررة يوم الجمعة 1 أبريل الجاري. وقالت الصحيفة إن اللقاء المرتقب يأتي بعد دعوة الملك محمد السادس لرئيس الوزراء الإسباني لزيارة المغرب، مشيرة إلى أن الدعوة بادرة أخرى على الأهمية التي توليها الرباط لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، التي قطعت بعد قضية زعيم جبهة البوليساريو غالي، عندما رحبت به إسبانيا سرا داخل أراضيها. وأكد المصدر ذاته على أن العلاقات الجديدة بين الرباطومدريد ستمكن البلدان من استئناف الاتصالات البحرية، واستئناف عملية عبور المضيق (OPE)، التي أجبر الغاؤها المغاربة المقيمين فيها في العامين الماضيين على تنظيم رحلات الإجازة إلى بلدهم عبر فرنسا وإيطاليا. وقال المصدر ذاته إنه من المنتظر دراسة إعادة فتح حدود سبتة ومليلية، وهي مسألة تنتظر مستجدات تطور فيروس كورونا ، كما سيتم تحديد موعد للقمة الثنائية المعلقة لأكثر من عام ونصف. وفي سياق متصل، أشارت الصحيفة إلى أنه بالرغم من كون الدعم الإسباني لخطة الحكم الذاتي للصحراء كان أساسياً في تطبيع العلاقات بين البلدين، فإنإعادة استخدام خط الغاز المغاربي الذي أغلقته الجزائر. كان عاملاً مهماً في إعادة هذه العلاقات. وكان رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، بعث برسالة إلى الملك محمد السادس، أكد فيها على أنه "يعترف بأهمية قضية الصحراء بالنسبة للمغرب"، وأن "إسبانيا تعتبر المبادرة المغربية للحكم الذاتي بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف" المتعلق بالصحراء المغربية، بحسب ما ذكره بلاغ للديوان الملكي. واعتبر سانشيز في رسالته أن "ازدهار المغرب مرتبط بازدهار إسبانيا والعكس صحيح"، مشددا على أن "إسبانيا ستعمل بكل الشفافية المطلقة الواجبة مع صديق كبير وحليف"، مضيفا: "أود أن أؤكد لكم أن إسبانيا ستحترم على الدوام التزاماتها وكلمتها"، وأنه "سيتم اتخاذ هذه الخطوات من أجل ضمان الاستقرار والوحدة الترابية للبلدين". ويرى محللون أن العبارات التي تضمنتها رسالة سانشيز، حملت إشارات قوية على تبني مدريد لسياسة جديدة تجاه المغرب تروم محو تداعيات مجموعة من الأخطاء التي وقعت فيها الدبلوماسية الإسبانية في عدد من المحطات، خاصة بملف الصحراء، وعزمها طي صفحة الماضي وفتح علاقات جديدة مع المغرب قائمة على الوضوح والشفافية وبناء علاقات صداقة استراتيجية. الموقف الإسباني الجديد بالاعتراف بالمبادرة المغربية للحكم الذاتي كحل جدي وواقعي وذو مصداقية في تسوية نزاع الصحراء المغربية، أثار صدمة في الجزائر، حيث قرر نظام الرئيس عبد المجيد تبون استدعاء سفيره بمدريد من أجل التشاور، وذلك بأثر فوري. يشار إلى أن الملك محمد السادس، أجرى، الخميس الماضي، محادثات هاتفية مع رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز. وأوضح بلاغ للديوان الملكي أن الملك محمد السادس جدد التعبير، خلال هذه المحادثات، عن تقديره الكبير لمضمون الرسالة التي وجهها إليه، في 14 مارس، رئيس الحكومة الإسبانية. وأكد البلاغ أن "هذه الرسالة تنسجم وروح خطاب الملك محمد السادس، في 20 غشت 2021، وتستجيب لنداء جلالته بتدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة، في العلاقات بين البلدين". وهكذا، يضيف البلاغ، فإن الشراكة بين البلدين أضحت تندرج في إطار مرحلة جديدة، قائمة على الاحترام المتبادل، والثقة المتبادلة، والتشاور الدائم والتعاون الصريح والصادق. وفي هذا السياق، فإن مختلف الوزراء والمسؤولين في البلدين مدعوون إلى تفعيل أنشطة ملموسة في إطار خارطة طريق طموحة وتغطي جميع قطاعات الشراكة، تشمل كل القضايا ذات الاهتمام المشترك. وأشار البلاغ إلى أن الملك محمد السادس، وجه بهذه المناسبة دعوة لرئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز للقيام بزيارة للمغرب في الأيام القليلة القادمة".