تصوير: ياسين السالمي قال وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، إن الوزارة بعد التحليلات التي تم القيام بها بخصوص ظاهرة انهيار واختفاء طوائف النحل، أعدت برنامج عمل استعجالي للتدخل وخصصت له 130 مليون درهم. ويتأسس هذا البرنامج، وفق ما أوضحه صديقي، في تصريح للصحافة على هامش ندوة علمية حول ظاهرة اختفاء النحل، اليوم بالرباط، على مجموعة من المحاور منها معالجة الحشرة المضرة لسلسلة النحل على أساس تدخل مجاني سنويا، ثم إعادة إعمار الخلايا على الصعيد الوطني حين تكون الشروط الملائمة تفاديا لأي مشكل، مع إحصاء وجرد العاملين في السلسلة ، ثم وضع آليات التتبع وعمليات الترحال وتوجيه المربين المتنقلين نحو المناطق التي تتوفر على إمكانيات لتغذية النحل. وأضاف صديقي، أن الوزارة، في السنوات المقبل، سيتم ضخ ميزانيات إضافية في السلسلة والتدخل المهيكل حسب الحاجيات، بالإضافة إلى ميزانية الاستثمار من خلال دعم المستثمرين في هذا القطاع، زيادة على ميزانية إعادة الإعمار التي ستكلف أموالا إضافية. وقال الوزير ذاته، إن التحاليل التي قامت بها الوزارة والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، أظهرت أنه لا يوجد مرض مسبب لهذه الظاهرة، ولكن هناك عدة عوامل تتفاعل فيما بينها. وأكد صديقي، أن هذه الندوة العلمية، التي جمعت عدة باحثين وخبراء عالمين، حول ظاهرة انهيار طوائف النحل التي عرفها المغرب لأول مرة في شهر نونبر الماضي، ستمكن من تبادل الآراء وتبادل المعلومات بين البلدان التي عرفت نفس الظاهرة، خصوصا الولاياتالمتحدةالأمريكية، ومصر وفرنسا وبلدان أوروبية أخرى، مشيرا إلى أن النقاش سيقف أيضا عند طرق المراقبة التي تمت في هذه البلدان في اتجاه إيجاد حلول لهذه الظاهرة وطرق ومساطر التدخل على الصعيد الوطني. وذكر الوزير بأهمية السلسلة، التي تمكن من خلق 2.5 يوم عمل بإنتاج يصل إلى 8000 طن من العسل. كما أنها تخضع لهيكلة قانونية من خلال القانون 12.03 المنظم للفيدرالية البيمهنية، زيادة على الأهمية التي توليها استراتيجية الجيل الأخضر لهذه السلسلة. وتجدر الإشارة إلى أن ظاهرة انهيار طوائف النحل، المعروفة أيضا بظاهرة اختفاء النحل، ظاهرة جديدة شملت مؤخرا عددا من مربي النحل على الصعيد الوطني. وتم رصدها في دول أخرى قبل سنوات، خاصة في أوروبا وأمريكا وإفريقيا، وتعزى إلى وجود عدة عوامل، لاسيما مناخية وبيئة وصحية، بالإضافة إلى عوامل متعلقة بالطرق المتبعة في تربية النحل. وشارك في هذه الندوة العلمية العديد من الباحثين والخبراء والمنظمات الدولية، والفاعلين والمهنيين في القطاع، وممثلي جمعيات المستهلكين بالإضافة إلى المسؤولين المركزيين والجهويين بالوزارة. كما يشارك فيها عبر تقنية الفيديو، خبراء دوليون من أستراليا وبلجيكا والولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا وبلجيكا والمملكة المتحدة. ويشمل برنامج الندوة التي تمتد ليومين، أوراش عمل موضوعاتية، تهدف إلى الخروج بتوصيات عملية من شأنها أن تساهم في تطوير قطاع تربية النحل.