كشفت هيئة الدفاع عن الصحافي سليمان الريسوني، أنها أبلغت موكلها بمناشدات زوجته وعائلته والعديد من المنظمات والهيئات والمثقفين والصحفيين والمواطنين والمواطنات، من أجل إيقاف إضرابه عن الطعام، مشيرة إلى أن وقع المناشدات كان لافتا على الريسوني الذي أعطى مهلة للإيجابة عن تلك المناشدات. وقالت هيئة الدفاع في بلاغ لها، توصلت جريدة "العمق" بنسخة منه، إن الريسوني "قرأ بتأني مناشدة الجميع بتوقيف إضرابه عن الطعام، وبإلحاح وإصرار منا كدفاع، وفي جو من التأثر البالغ والإنساني، وبعد رجائنا الملح لاحظنا تجاوبا مع هذا الكم الهائل من التضامن والمؤازرة الإنسانية والنضالية". وأضافت الهيئة في بلاغها، أن "وقع ذلك على نفسيته ونفسيتنا أيضا كان إيجابيا، بحيث أعطانا مهلة معقولة ليجيبنا عن ذلك في أقرب الآجال"، حسب الدفاع. جاء ذلك خلال زيارة هيئة الدفاع للصحافي الريسوني، أمس الأربعاء بسجن "عكاشة" بالدار البيضاء، "بعد أن كان ذلك غير ممكن لأكثر من أسبوعين باستثناء زيارة بعض زملائنا قبل يومين"، وفق المصدر ذاته. وتابعت هيئة الدفاع أن الصحافي الريسوني يتمتع بمعنويات مرتفعة ويبلغ كل المتضامنين معه سلاما ويرسل إليهم تحايا مفعمة بالمودة، وذلك بعد مرور 112 يوما من إضرابه عن الطعام. وأشارت إلى أن الزيارة "كانت فرصة اللقاء به من أجل إخباره أن رسالته من وراء إضرابه عن الطعام قد وصلت، وأن حقه في الحياة أسمى الحقوق، وأن له مسؤوليات تجاه أسرته وبالخصوص زوجته وابنه اللذان بحاجة إلى تواجده بينهم، بالإضافة إلى مسؤولياته اتجاه المجتمع، أهمها عودته للحياة الطبيعية والعادية". وأردف البلاغ: "نحن كدفاع، مهمتنا الإنسانية تجاه الوطن وأبنائه، تحتم علينا قول الحق والدفاع عنه وعن القيم الإنسانية، لذلك نعتبر أن وضعية الصحافي سليمان الريسوني بحاجة ماسة إلى المواكبة الطبية اللازمة من أجل مساعدته على تجاوز الأعطاب الصحية التي خلفتها هذه المدة الطويلة من الإضراب عن الطعام". ولفت إلى أن "عملية تطعيمه تحتاج إلى وقت طويل من أجل استئناسه بالأكل بشكل عادي وطبيعي، ولكي تعود وظائف جسمه لطبيعتها"، موضحا أن هيئة الدفاع وضعت ملتمسات بهذا الشأن لكل الجهات المعنية "قصد اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل النقل الفوري للريسوني إلى المستشفى من أجل العلاج اللازم والمواكبة الطبية لعملية رفع الإضراب عن الطعام الذي نسعى جاهدين لأن يضع حدا له قريبا جدا". وقد راسلت هيئة الدفاع في هذا الإطار، كلا من المجلس الأعلى للسلطة القضائية ورئاسة النيابة العامة والمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج والوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء ومدير السجن المحلي عين السبع، كل في ما يخصه. وختم البلاغ قوله: "سليمان الريسوني يحيي بحرارة ويبعث سلاما خاصا لكل من ساندوه في محنته كل باسمه وصفته من أفراد أسرته وزوجته وزملاء وأصدقاء وشخصيات وطنية ومثقفين وهيئات ومنظمات مختلفة ومثقفين ومواطنات ومواطنين، وطبعا فريق دفاعه وعموما كل المتضامنين معه من قريب أو بعيد". يشار أن محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، قضت بالسجن خمس سنوات نافذة في حق الصحافي المعتقل بسجن عكاشة سليمان الريسوني، والذي لم يحضر جلسة الحكم، الأمر الذي اعتبرته هيئة الدفاع "محاكمة مختلة ولا تحترم شروط المحاكمة العادلة".