عاش ياسين بوقصرية، شاب من قرية طهر السوق بضواحي تاونات، أطوار مغامرة امتدت لما يزيد عن 30 يوما، تفاصيلها رحلة من مدينة فاس نحو الصحراء المغربية، وتحديدا في اتجاه النقطة الحدودية الكركرات، مستعينا بدراجته الهوائية. جريدة "العمق" اتصلت بالشاب ياسين، ونقلت منه تفاصيل رحلة شمال-جنوب، وما رافقها من صعوبات وتحديات. هكذا جاءت الفكرة في حديثه مع جريدة "العمق"، أكد ياسين أن فكرة السفر على متن الدراجة الهوائية صوب الصحراء المغربية، لها صلة بعشقه للسفر، وحبه لزيارة المواقع السياحية، خصوصا الواقعة في جنوب البلاد، كل هذه العوامل عجلت باتخاذ قرار تنفيذ الفكرة، واستغلال حماس ركوب التحدي. فاس.. نقطة الانطلاق فضل ياسين الانطلاق من مدينة فاس، بعدما اشترى دراجة هوائية، وجهز نفسه بكل ما سيحتاجه خلال الرحلة. بتاريخ 23 غشت خرج من العاصمة العلمية، وسلك طريق الأطلس المتوسط، حيث قضى ليلته الأولى بمدينة إفران، ومنها استأنف الرحلة عبر مدينة أزرو ومنطقة عين اللوح في اتجاه غابات أكلمام وأجدير بنواحي خنيفرة. كان هاجس ياسين اكتشاف مناطق المغرب، والبحث عن الأماكن السياحية التي تغري بالزيارة، وقد استغل مروره عبر الأطلسي المتوسط لاكتشاف بحيرات، ووديان، وشلالات.. وكلما غربت شمس النهار بحث لنفسه عن مأوى يحتمي فيه، لأن الرحلة كانت تتم نهارا من طلوع الفجر إلى غروب الشمس. من الأطلس المتوسط نحو مدن الساحل بعد زيارة بعض المواقع السياحية بأقاليم خنيفرة، أزيلال، بني ملال.. سلك ياسين طريق مراكش ثم الصويرة، ومنها عبر الشريط الساحلي في زيارة لمواقع قال إنها تغري بالزيارة، قبل أن يحط رحله بعاصمة سوس أكادير، ثم طانطان مرورا بتزنيت والخصاص، ومنها عبر الشريط الساحلي في اتجاه العمق المغربي الصحراوي. الصحراء المغربية يصف ياسين منطقة الصحراء ب" الجذّابة، لاعتبارات كثيرة تمزج بين الطبيعي والبشري، وتضمن هذه التوليفة عشقا لا ممنوعا لشواطئ ورمال وعمران الصحراء المغربية. والرحلة كانت بمثابة فرصة لاكتشاف عوالم أخرى غير مرئية من الثقافة الجنوبية للمملكة، خصوصا وأن مسار السفر كان يحتّم عليه عند حلول الظلام البحث عن مكان للمبيت، وهو ما يجعله قريبا من ثقافة الناس وعاداتهم، وبالأخص ما يتعلق بثقافة الجود و الكرم. الصديق في الطريق على مشارف إقليمالداخلة تعرّف ياسين على شباب من مدينة مراكش وزاكورة، كانوا على متن دراجاتهم الهوائية في رحلة تحدي جنوب - جنوب، فضلا عن شباب من مدينة الفيدق شمال المغرب، رفعوا شعار شمال - جنوب، وقد أكمل الفريق الطريق نحو الداخلة، ومنها صوب النقطة الحدودية الكركارات. يؤكد ياسين أن شعورا جميلا تملكه في الصحراء المغربية، وعند معبر الكركارات حيث الشاحنات مصطفة تنتظر استكمال إجراءات المراقبة الجمركية لإستئناف رحلتها في اتجاه العمق الإفريقي. متعة ودروس رحلة فاس نحو الكركارات استغرقت 36 يوما، اعترف ياسين خلالها أنه لم يصادف مشاكل أو صعوبات كثيرة، اللهم بعض الأعطاب التي لحقت دراجته وقام بإصلاحها، لكنه اكتشف كرم المغاربة بمختلف المدن والقرى التي مر منها، وتعاون السلطات المحلية والأمنية، مما جعل مفاهيم كثيرة تتغير بداخله خاصة ما يتعلق منها بالهاجس الأمني، مؤكدا أن السفر على متن الدراجة الهوائية من فاس إلى معبر الكركارات، جعله مقتنعا بأهمية الأمن والأمان في بلاد المغرب. مدن و قرى وبحيرات ووديان وسواحل.. كلها أماكن استضافت الشاب ياسين في رحلته، ومنحته طاقة خلاقة لبذل المزيد من الجهد، وهو ما تأتى له بعد مرور شهر و6 أيام. صعوبة العودة يعترف ياسين أن العودة على متن الدراجة الهوائية أمر صعب للغاية، لا لشيء سوى لعامل الرياح، هذا الأخير كان مساعدا في مرحلة الذهاب، لكنه عائق في مرحلة العودة، وهو ما جعله يمتطي الحافلة وينقلب راجعا إلى نقطة الانطلاق مدينة فاس.