ما يزال يحيى البريكي، "الرحالة المغربي" الشاب ابن مدينة سيدي سليمان، يجوب ربوع المملكة المغربية على متن دراجته الهوائية العادية التي تحمله وتحمل خيمته الصغيرة وحاجياته الخاصة للإسعاف والتوجيه والتغذية، في رحلة زار من خلالها ثماني جهات وأزيد من 70 مدينة والعشرات من الجماعات الترابية، على مسافة وصلت 3520 كيلومتر قبل نهاية الرحلة بأسبوع. وجعل الشاب، الذي يبلغ من العمر 25 ربيعا، من اكتشاف جمال المغرب الطبيعي والترويج لثقافة ركوب الدراجات الهوائية ومد جسور الحب والتواصل وقيم التسامح بين جهات المملكة، هدفا أساسيا لرحلته التي انطلقت من مدينة سيدي سليمان يوم 6 يوليوز الماضي وستستمر إلى نهاية الأسبوع الأول من شهر غشت، معتمدا على مجهوده الشخصي في تدبر أموره دون أي محتضن أو دعم مادي. الرحالة المغربي، الذي يمتهن التربية والتعليم، قال في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "برحلتي هاته حققت حلما راودني منذ مدة"، خصوصا وأنه ممارس سابق لرياضة الدراجات الهوائية مند أكثر من عقد من الزمن، مضيفا: "رحلتي تمر في ظروف جيدة ومشجعة، وألقى الترحاب والمساعدة في أي منطقة أزورها". وأبرز البريكي أن برنامجه كان يتضمن زيارة جميع جهات المملكة انطلاقا من جهة الرباطسلاالقنيطرة إلى جهة الداخلة وادي الذهب، إلا أن حلول عيد الأضحى سيعجل بعودته إلى الديار لقضاء المناسبة رفقة الأهل والأحباب. وعن الصعوبات التي واجهته في رحلته، قال يحيى إنها "تكمن في طبيعة التضاريس الوعرة في بعض المناطق الجبلية في الأطلسين المتوسط والكبير، زيادة على الرياح القوية المعاكسة التي كانت تعوق سيري فتضطرني أحيانا إلى قيادة الدراجة مشيا على الأقدام، إضافة إلى ارتفاع درجة الحرارة، خاصة في المرحلة الممتدة من مدينة ميدلت إلى صحراء مرزوكة". وأكد "الرحالة الدراج" أن الطبيعة الساحرة، وبساطة العيش في تلك المناطق التي ما يزال الطابع التقليدي هو الغالب على مستوى عمرانها، وكرم أهلها، عوامل جعلته ينسى أنه في "حرب طاحنة مع الطريق"، وفق تعبيره. ونوه المتحدث ذاته بثقافة الاحترام لدى سائقي السيارات لممارس رياضة الدراجات الهوائية، خصوصا إذا كان يرتدي الخوذة، وقال: "عندما تكون الطريق ضيقة ألاحظ أن السائق يبقى ورائي ولا يستعجل تجاوزي حتى تفرغ الطريق أمامه ثم يمر ببطء ملقيا التحية والتشجيع"، مشيرا إلى أن "العنصر البشري كان له دور مهم في نجاح هذه الرحلة". وختم رئيس حسنية سيدي سليمان للدراجات الهوائية حديثه بالتأكيد على "ممارسة الرياضة، وخصوصا رياضة ركوب الدراجات، لجميع الفئات العمرية"، مركزا على فئة الشباب، لأن هذه الرياضة "ستعود بالنفع عليهم، خصوصا على المستوى النفسي والأخلاقي، في ظل ضغوطات ظروف العمل والمحيط الاجتماعي وإكراهات التطور التكنولوجي المخيف".