أعلن الروائيان والمترجمان أيو يوسف طه وأحمد اللويزي انسحابهما رسميا من الترشح لنيل جائزة الشيخ زايد للكتاب، تعبيرا منهما على استنكارهما إعلان الإمارات التطبيع الرسمي مع "تل أبيب". وقال الأديب أبو يوسف طه إنه أعلن الانسحاب من الترشح للجائزة إرضاء لضميره، وتضامنا مع الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة. وأوضح أنه ترشح إلكترونيا للجائزة صنف الرواية، لسنة 2020 2021 على أساس استكمال الترشح بإرسال خمس نسخ من الكتاب وبعض الوثائق، مراهنا على وجود مسافة ما بين المجالين الثقافي والسياسي، وهو "أمر غير ممكن، وفيه تغليط ذاتي، كما وضح لي، وخاصة إثر التطبيع بين الإمارات وإسرائيل برعاية أمريكا". وأضاف "لقد ظللت طوال حياتي مؤمنا بجوهر القضية الفلسطينية، معتبرا الشعب الفلسطيني قد تعرض لظلم تاريخي استثنائي، تحالف فيه القريب والبعيد من قوى الاستعمار ووكلائه، والصهيونية وأذرعها. بدوره قال الأديب المغربي أحمد اللويزي إنه منذ أزيد من شهر، رشح روايته الأخيرة لجائزة الشيخ زايد للكتاب، برسم سنة 2020/21؛ وكان في نيته أن يساهم هذا الترشيح في تقديم فرصة لهذه الرواية، كي تجد لها أفقا قرائيا عربيا أوسع، كان من المفترض أن يضمن لها القائمون على هذه الجائزة. وأضاف "لكن ما حصل اليوم من تطبيع بئيس بين ساسة دولة الإمارات والكيان الإسرائيلي الغاشم، في تحد سافر لإرادة الشعب الإماراتي الشقيق والعربي قاطبة، وبنية مسبقة تترصد التفريط في حق الشعب الفلسطيني في حل عادل وإنساني لمجموع قضاياه؛ كل هذا جعلني أعدل نهائيا وبشكل طوعي عن هذا الترشيح، في إجراء متواضع أتضامن فيه مع شعبنا الفلسطيني، في صراعه العادل من أجل نيل مطالبه المشروعة". وأبرز الروائي أحمد اللويزي لجريدة العمق أن "موقفي وما قمت به لا يكاد يذكر، أمام ما يصنعه أصغر طفل فلسطيني سواء في غزة، أو رام الله أو برج البرجنة وغيرها من مواقع الشتات". وتابع "ما قمت به أقل بكثير مما تقوم به أية أم أو أخت حرة وأبية في معاركهما اليومية بالأراضي الفلسطينيةالمحتلة، بعزة نفس، من أجل الدفاع عن حقوقهما وحقوق كافة الأهالي وضمان الحد الادنى من الحياة الكريمة، وسط "وطن" يحلم الجميع برؤيته مستقلا وآمنا، ذات يوم!" وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعبير عن تأييد قرار الانسحاب، إذ اعتبر عدد من الأدباء من كتاب الرواية والشعر والأساتذة الجامعيين، وأيضا متتبعو الروائيين والمترجمين المغربيين، قرارهما شجاعا وموقفها نبيلا، وسلوكا حضاريا وإنسانيا جديرا بالتقدير. ومثالا على ذلك، وصفت الشاعرة المغربية رشيدة الشانك قرار الانسحاب بالموقف النبيل، فيما قدمت الشاعرة حليمة الحريري كل التقدير والاحترام. وقال الأديب عبد الرحيم جيران "فلسطين خط أحمر.. وكل تطبيع مع الكيان الصهيوني مرفوض مهما كانت الجهة التي تتبناه.. وبوصفي مثقفا أعلن انحيازي إلى الحق العربي؛ فبه أحدد علاقتي بأي جهة ثقافية كانت.. المجد للشهداء" وأعلن عن استقالته من هيئة تحرير مجلة الموروث التابعة لمعهد الشارقة احتجاجا على عملية التطبيع.. وكل الأنشطة التي تقيمها الإمارات. وقال إبراهيم النفزاوي أحد أصدقاء اللويزي إنه موقف المثقف الحق والمبدع الحق والرجل الحق، سيسجل التاريخ بأن الانسحاب وسام عظيم يستحقه من هو من طينة الكبار، وليهرول المهرولون. فيما اعتبر أستاذ الفلسفة محمد الراجي الانسحاب تعبيرَ مبدعٍ عن الالتزام بالقضية العادلة للشعب الفلسطيني وتحرر من تسلط قيم البتر ودولار على الساحة الثقافية العربية.