"مغامرة" إبداعية جديدة، تلك التي أطلقها مجموعة من الشعراء الشباب، وأغلبهم من ما بات يعرف على صعيد الإبداع الشعري والفني عموما،" بالحساسية الجديدة"، بعد أن أطلقوا مبادرة "الديوان الصوتي للشعر المغربي"، في بحثهم "المضني، عن حاسة ما، لتعميق التداول. في هذه الورقة، يضعنا الشاعر مصطفى ملح، في صورة "حكاية الصوت الشعري": إن تجربة (الديوان الصوتي) للشعر المغربي تعكس تفاعلا حقيقيا مع إدراج حاسة السمع للاقتراب من نبض القصيدة، صوتيا. طالما اعتقلت النصوص الشعرية في بياض الورق دون أن ينتبه إليها أحد، كأن العين، منفردة، غير قادرة على القراءة. من هذا الوعي، ارتأت مجموعة من الشعراء، ومحبي الشعر، وبإشراف من الشاعر ميلود لقاح، ومساندة فريق تقني مدفوع بالحماس وعشق الشعر، أن تنجز هذه التجربة الشعرية الصوتية، قاصدة من ذلك تحقيق نوع من التداول الذي حرمت منه القصيدة المغربية، منشورة على ورق صامت. إن القصيدة، حينما تسمع، وترى، تصير إيقاعا، وتشكيلا، وأيقونة. وبالتالي، يصبح التعامل معها على اعتبار أنها جسد واحد يخيطه الصوت، وتجمله الخلفية المتحركة، وتدعمه الكلمات التي تمرّ تباعا صانعة أبجدية تخاطب الحواس جميعها. وقد ارتأى الإخوان المشرفون على الدّيوان الصّوتي للشّعر المغربي إصدار جزأين، الجزء الأول يقتصر على نخبة من الشعراء الشباب، على أمل إصدار الجزء الثاني الذي سيتضمن تجارب شعريّة تنتسب إلى جيلي السبعينات والثمانينات. وتجدر الإشارة إلى أن هذه التجارب لا يجمعها تصور شعري موحد، بل إن الاختلاف، رؤية وبناء، هو الذي وسمها، فكأن الاختلاف، بما يمنحه من ثراء وتنوع، هو الذي يمنح التجربة ائتلافا وتناسقا. ويتضمن الجزء الأول من هذه التجربة الصوتية تسعة شعراء، وشاعرة واحدة، وقد شغلوا بأصواتهم المساحة الزمنية للشريط، الذي عمره ست وثلاثون دقيقة، على النحو الآتي: الشاعر علي العلوي، قصيدتان: (عمر في المزاد) (دموع من حروف) الشاعر عبد العزيز أبو شيار، قصيدة زهور المواجع الشاعرة البتول محجوبي، قصيدة: وجع البعاد الشاعر جواد واحمو، قصيدة: خرائط الشاعر محمد ميلود غرافي، قصيدة: رسالة على الفيسبوك الشاعر محمد أنوار محمد، قصيدة: هكذا أنا الشاعر ميلود لقاح، قصيدة: في حضرة إمارة العزلة الشاعر أحمو الحسن الأحمدي، قصيدة: غريبا على الإسفلت الشاعر مصطفى ملح، خمس قصائد: (دم بخريطة الكنز) (موت الآخر) (أرض لا يجوبها الآخر) (الهامش) (أحتاج قاربا) الشاعر جمال الموساوي، قصيدة: فوضى في الممر.